جاء عمر بن الخطاب —رضي الله عنه- إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: "لأنت أحبَّ إلي من كل شيء إلا من نفسي التي بين جنبي" فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه | ثانيًا: يتمنى حضور حياته صلى الله عليه وسلم كي يبذل نفسه وماله دونه |
---|---|
فلما رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل كل مصيبة تهون وتصغر إلا مصيبتك يا رسول الله، يا الله ما أعظمها من نفوس وما أعظمه من حب صادق خالط بشاشة القلوب | رابعًا: ينصر سنته ويذبُّ عن شريعته |
ويترقب المحب الصادق بكل اشتياق الفرصة التي يبذل فيها نفسَه وكل ما يملك دون حبيبه، والمحبون الصادقون للنبي صلى الله عليه وسلم كانوا دائمًا على أتمِّ الاستعداد لفدائه بالأنفس وكل عزيز عليهم دونه صلى الله عليه وسلم، والذين كانوا بعد عصره صلى الله عليه وسلم كانوا يجدون حسرة في قلوبهم على فوات هذه الفرصة.
3إن المتتبع لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ليجد منهم محبة له منقطعة النظير، وفداء له بالنفس والمال، فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم معناها امتثال أوامره واجتناب نواهيه، فالذي يخالف أوامر الإسلام في شيء ما، أو يفعل بعض ما نهاه عنه الإسلام، ثم يدَّعي أنه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه غير صادق في دعواه، إذ أن المحب لابد أن يطيع حبيبه، ولابد أن تتقدم هذه المحبة على محبة النفس، بمعنى أن يقدِّم مرادَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على مراد نفسه، وأن يطوِّع هواه وفقًا لما جاء به الإسلام، فإن خالف بأقواله وأفعاله أوامرَ الإسلام ونواهيه فهو غير صادق في محبته، وإيمانه غيرُ كامل | تعظيم قدر النبي من أهم الأشياء التي تدل على محبة النبي — صلى الله عليه وسلم — هو عظم قدره عند المسلم وعلو مكانته ورفعته وقد قال الله تعالى: إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ، فأن أكبر علامات تعظيم النبي وتوقيره هي الصلاة عليه في الكثير من الأوقات ، وتذكر والاقتداء منها |
---|---|
فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به حث على كتاب الله ورغب فيه | إن صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد ضربوا أروع الأمثلة، وصدروا أبرز المشاهد، وبرهنوا أعظم دليل على صدق محبتهم لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقدموا من أجله الغالي والنفيس، فلم يهن عليهم شيء مقابل حب رسول الله، فالمال يهون والولد والزوجة تهون بل والنفس تهون مقابل حب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ولا عجب ولا غرابة فمحبته خالطة بشاشة قلوبهم فسرت في عروقهم، وجرت في شرايينهم، وتشبعت بها أرواحهم، وسيطرت على أفكارهم، فمحمد- صلى الله عليه وسلم- هو أغلى شيء في حياتهم وليس أدل على ما قلته إلا قول أبي سفيان عندما قال لقومه : "ما رأيت في الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمدٍ محمدًا" فهذا عمرو بن العاص -رضي الله عنه- يقول: ما كان أحدٌ أحب إلي من رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وهذه إحدى الصحابيات من الأنصار، تبرهن أحسن برهان في أصعب موقف وأشده على صدق حبها لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقد قتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أحد مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، فقالت: ما فعل رسول الله؟ قالوا: خيراً هو بحمد الله كما تحبين |
أوصانا الرسول بهم وامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحب آل بيته والتمسك بهم ، ووصانا بهم أجمعين فى احاديثه الشريفة نذكر منها قوله صلى الله عليه وسلم أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك ان يأتى رسول ربى فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين :أولهما كتاب الله.
21