والاجتهاد يكون واجباً إن عجز عن اليقين بالصبر أو غيره كالخروج لرؤية الفجر أو الشمس مثلاً، وجائزاً إن قدر عليه | ؟ لعله من الأسئلة التي يبحث عنها البعض، أولئك المستجدين في الصلاة، بعدما هداهم الله سبحانه وتعالى ووفقهم إلى خير ما يحبه ويرضاه، حيث إن الصلاة من أركان الإسلام الخمسة ، فنجده عز وجل يأمرنا بالمجافظة على الصلوات وتأمل خلقه وتدبر آياته في أكثر من موضع بالقرآن الكريم، وحيث إن الصلاة في وقتها لها فضل عظيم، كما أن صلاة المغرب تعد آخر صلوات النهار، إلا أنها تختلف عن صلاة العصر والظهر، فصلاة المغرب وتر فيما أن عدد ركعات النهار أربع، وهو الأمر الذي يطرح سؤال لاغتنام فضلها العظيم؟ |
---|---|
لمعرفة ، ينبغي أولًا معرفة متى يبدأ وقت صلاة المغرب وهو عند غروب الشمس، وقد أجمع علماء المسلمين على أنّ أول وقت لصلاة المغرب هو غروب الشمس، إلا أنهم اختلفوا حول تحديد أول وقت غروب الشمس، فمنهم من ربط أول وقت المغرب بسقوط قرص الشمس بالكامل، ومنهم من ربطه برؤية الكوكب الليلي أو النجم | ويجوز فعل الصلاة المنذور في وقت النهي، ولو كان نذرها فيه، خلافاً للحنفية، لأنها صلاة واجبة، فأشبهت الفريضة الفائتة وصلاة الجنازة |
» الاستبصار للشيخ الطوسي، ج1، ص265.
غسق الليل وهو أوّل الليل للعشاءين | ودليلهم خبر الصحيحين: "إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يصلي ركعتين" فهو مخصص لخبر النهي |
---|---|
وروى جابر، قال: "جاء سُلَيك الغطفاني، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: يا سليك قم، فاركع ركعتين، وتجوَّز فيهما" رواه مسلم، أي خفف فيهما | والحرمة أو الكراهة التحريمية تقتضي عدم انعقاد الصلاة على الخلاف الآتي |
فهل يعمل بالقول بأن بين المغرب والعشاء ساعة وثلث أو ساعة ونصف أم لا؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فما فهمته من الفتويين المذكورتين في سؤالك صحيح، وذلك أن وقت المغرب يمتد كما بيناه موضحا إلى دخول وقت العشاء، وهو يدخل بسقوط الشفق الأحمر، فمتى ذهب ضوء الشفق الأحمر دخل وقت العشاء، ولا يضبط ذلك بوقت محدد فإن ذلك يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة وإنما ينضبط بالعلامة الدالة عليه، ومن لم يمكنه معرفة دخول الوقت بالعلامات فلا حرج عليه في الاعتماد على التقاويم الموثوقة التي وضعها من هم معروفون بضبط أمثال هذه الأحكام، وانظر الفتوى رقم: ، وقد بينا في الفتوى رقم: ، أن أداء صلاة المغرب في آخر وقتها مما لا حرج فيه، وعليه فمن أخر الوضوء لصلاة المغرب حتى يتوضأ ويصلي قرب آخر الوقت ليبقى محتفظا بوضوئه إلى دخول وقت العشاء فلا حرج عليه في ذلك، لكن عليه ألا يتمادى في التأخير خشية أن يخرج الوقت وهو لا يشعر، ويبنغي له الاحتياط للصلاة فلا يبالغ في التأخير إلى آخر الوقت فيستحسن أن يصلي بعد مضي الساعة أو خمسة وأربعين دقيقة احتياطا للصلاة، والأولى على كل حال هو فعل المغرب في أول وقتها لأنه الثابت من سنته صلى الله عليه وسلم وعليه يدل حديث جبريل في المواقيت كما أوضحناه في الفتوى رقم: ، وليتنبه أيضا إلى حكم صلاة الجماعة وأنها واجبة على الرجال البالغين في أصح أقوال العلماء.
11