إنهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنهم لحواريه، لقد قاموا بالأمر الحق كما أمرهم نبيهم صلى الله عليه وسلم، فرضي الله عنهم أجمعين | |
---|---|
وهل صحيح إن فرق 72 هم هؤلاءالفرق الذي صنفها أبو الفرج بن الجوزي ؟ الحمد لله | إذا جاءت مثل هذه المقالة، كلا والله |
عقيدة أهل السنة والجماعة تتضمن عقيدة أهل السنّة والجماعة العمل بكل ما أمر به النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وأخبر عنه، فهم يأتمرون بما أمر الله به، وينتهون عما نهى عنه، بإيمان صادق، ورغبة ورهبة، بعيداً عن النفاق أو الرياء أو السمعة، كما إنها تتضمن القول والعمل والعقيدة، فهي قول باللسان، وعمل بالجوارح والأركان، وعقيدة راسخة بالجنان، وهي عقيدة تؤمن بالله -تعالى- قولاً وعملاً وعقيدة، فيدخل فيها أركان الإسلام الخمس التي تتعلق بأعمال المسلم الظاهرة، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء ، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً، كما تتضمن أصول الإيمان الستة، وهي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، كما يتضمن الإيمان بالله توحيده سبحانه، والإيمان بصفاته وأسمائه، والإيمان بشريعته، وما فرضه على العباد من فرائضٍ وأركانٍ، من صلاةٍ، وصومٍ، وحجٍ، وأمرٍ بالمعروف، ونهيٍ عن المنكر.
10ثانيا : هذه الفرق لم يعينها الرسول صلى الله عليه وسلم ، واجتهد العلماء في تحديد أصولها وتعيينها ، وكل تكلم حسب اجتهاده ، والضابط في تحديد هذه الفرق المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة ، هو : أن كل فرقة خالفت أهل السنة في أصل من أصول الدين ، فإنها تخرج بذلك عن أهل السنة والجماعة وتدخل في هذه الفرق | وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : " كل من اتبع الكتاب والسنة قولية أو عملية وما أجمعت عليه الأمة ولم تستهوه الظنون الكاذبة ولا الأهواء المضلة والتأويلات الباطلة التي تأباها اللغة العربية - التي هي لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها نزل القرآن الكريم - وتردها أصول الشريعة الإسلامية، كل من كان كذلك فهو من الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة |
---|---|
كما فعل ذلك كثير من الأئمة رحمهم الله تعالى، مثل مالك والشافعي وأحمد بن حنبل والدرامي وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم |
قال الشاطبي رحمه الله : " هَذِهِ الْفِرَقَ إِنَّمَا تَصِيرُ فِرَقًا بِخِلَافِهَا لِلْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ فِي مَعْنًى كُلِّيٍّ فِي الدِّينِ وَقَاعِدَةٍ مِنْ قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ، لَا فِي جُزْئِيٍّ مِنَ الْجُزْئِيَّاتِ، إِذِ الْجُزْئِيُّ وَالْفَرْعُ الشَّاذُّ لَا يَنْشَأُ عَنْهُ مُخَالَفَةٌ يَقَعُ بِسَبَبِهَا التَّفَرُّقُ شِيَعًا، وَإِنَّمَا يَنْشَأُ التَّفَرُّقُ عِنْدَ وُقُوعِ الْمُخَالَفَةِ فِي الْأُمُورِ الْكُلِّيَّةِ " انتهى من "الاعتصام" ص 712.
28