وقد سئل أعرابيّ: بم عرفت أنّ محمداً رسول الله؟ فقال: ما أمر بشيء فقال العقل: ليته ينهى عنه، ولا نهى عن شيء، فقال العقل: ليته أمر به | شعيب عليه السلام أرسل شعيب إلى قوم مدين وكانوا يعبدون الأيكة وكانوا ينقصون المكيال والميزان ، و نشروا الظلم و الفساد ، واستمروا في عنادهم ، وطالبوه بأن ينزل عليهم كسفا من السماء فجاءت الصيحة وقضت عليهم جميعا |
---|---|
فهل كان هذا الخطاب بواسطة نبيّ كان معه، أو كان هو نبيّاً؟ جزم بنبوته ، وقال : وهذا مرويٌّ عن ، وعليه ظاهر القرآن ومن الذين نفوا نبوته | هود عليه السلام قال الله تعالى: وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ، قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ الأعراف ، أُرسل سيدنا هود إلى قوم عاد ، و قد كانوا أقوياء البنيان ، و كانوا يعبدون الأصنام و كذبوا دعوة هود عليه السلام حتى آتاهم الله العذاب |
.
6كما دلت السنة أيضًا على أن منزلة الرسل لا يبلغها أحد من الخلق لما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة عن النبي أنه قال: لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من بن متى | وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان |
---|---|
فتضمنت الآية وصف المؤمنين بموالاة بعضهم لبعض فدخل في ذلك رسل الله الذين هم أكمل المؤمنين إيمانًا، وعليه فإن موالاتهم ومحبتهم في قلوب المؤمنين هي أعظم من موالاة غيرهم من الخلق لعلو مكانتهم في الدين ورفعة درجاتهم في الإيمان | وعلينا ، بأنهم بلّغوا جميع ما أُرِسلوا به، وما أمرهم به، وأنهم بيّنوه بياناً لا يسع أحداً ممّن أرسلوا إليه جهله، ولا يحل خلافه |
يوسف عليه السلام قال الله تعالى في قصة مؤمن آل فرعون: وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ غافر ، قد مكر له اخوته و ادعوا أنه أكله ، و ذلك بسبب غيرتهم منه.