السبعة الذين يظلهم الله في ظله. سبعة يظلُّهم الله في ظلِّه (١)

متفقٌ عَلَيْهِ، وفي روايةٍ: فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي قَوْله : فَقَالَ إِنِّي أَخَاف اللَّه : الظَّاهِر أَنَّهُ يَقُول ذَلِكَ بِلِسَانِهِ ؛ إِمَّا لِيَزْجُرَهَا عَنْ الْفَاحِشَة ، أَوْ لِيَعْتَذِرَ إِلَيْهَا
قال القاضي عياض: "وخص ذات المنصب والجمال لكثرة الرغبة فيها، وعسر حصولها، وهي جامعة للمنصب والجمال، لا سيما وهي داعيةٌ إلى نفسها طالبة لذلك، قد أغنت عن مشاقّ التوصّل إلى مراودة ونحوها، فالصبر عنها لخوف الله تعالى، وقد دعت إلى نفسها مع جمعها المنصب والجمال من أكمل المراتب، وأعظم الطاعات، فرتب الله تعالى عليه أن يظله في ظله والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلَّم على نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين

س: ما الضَّابط في تأخير دفن الميت؟ ج: ليس له ضابط، إلا تحري الشيء الذي ينفع، إمَّا لكي يحضر أناسٌ من أقاربه الجنازةَ، أو لأجل تأخّر الغاسل، أو بسبب الكفن، والسنة الإسراع به؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: أسرعوا بالجنازة، فإن تكن صالحةً فخيرٌ تُقدِّمونها إليه، فالسنة الإسراع بها إلا من علَّةٍ.

8
السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله
أخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمْ الْمَطَرُ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالاً عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى بِهَا؛ لَعَلَّ اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، وَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَتَعِبْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَجِئْتُهَا بِهَا، فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفْتَحِ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ عَنْهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً فَفَرَجَ لَهُمْ
من هم السبعة المعنين في الحديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
قال الشيخ عطيَّة محمَّد سالم: «مِن مبادئ البلاغة والعادة: أنه لا تورَد متعدِّداتٌ إلَّا مع التجانس، لحُسن النسق وجمال التنسيق، كلبنات الجوار، وحبَّات العقد، وكذلك الكلام والبلاغة النبوية هي الذروة والقمَّة، وقد أعطِيَ صلَّى الله عليه وسلَّم جوامعَ الكلم، وكذلك مجامع الحِكَم، فكما أنَّ أسلوب الحديث النبويِّ مبرَّأٌ مِن تنافُر الكلمات ونشاز العبارات فكذلك في المعاني، فإيراد هذه الأصناف السبعة في أسلوبٍ واحدٍ، مع تفاوُتها في مواضيعها، وبُعد ما بين بعضها البعض، لا بدَّ أنَّ فيها ما يربط بعضَها ببعضٍ من معنًى شاملٍ يسوِّغ نَظْمَها في إيرادها لِما تقتضيه البلاغة النبوية العالية، ويستوجبه خلوُّ الحديث النبويِّ من النشز والتنافر، وقد أعطي في ذلك ما لم يُعْطَه أحدٌ، وهو صلَّى الله عليه أفصحُ العرب والعجم، ممَّا يدعونا إلى تأمُّلها بعينٍ تتطلَّع إلى ما يقال له: فائدة الخبر لازم الفائدة، وهو أبعد غايات البلاغة»
سبعة يظلُّهم الله في ظلِّه (١)
١ـ الرغبة والرهبة في الله ومن الله وَقَدَّمَهُ - الإمام العادل - فِي الذِّكْرِ لِعُمُومِ النَّفْع بِهِ
في ذلك الموقف العظيم يظل الله تعالى في ظله هؤلاء السبعة، فلنتأمل أعمالهم التي أوجبت لهم هذا الجزاء العظيم والثالث: رجل قلبه معلق بالمساجد، فلا يكاد إذا خرج من المسجد أن يرتاح لشيء حتى يعود إليه، لأن المساجد بيوت الله، ومن دخلها فقد حلَّ ضيفًا على ربه، فلا قلب أطيب ولا نفس أسعد من رجل حل ضيفًا على ربه في بيته وتحت رعايته

ـ والمتصدِّق المخفيَ لصدقته عن شماله لولا قهرُه لهواه لم يقدر على ذلك.

الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة
قَوْله : وَشَابّ : خَصَّ الشَّابّ لِكَوْنِهِ مَظِنَّة غَلَبَة الشَّهْوَة ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ قُوَّة الْبَاعِث عَلَى مُتَابَعَة الْهَوَى ; فَإِنَّ مُلَازَمَة الْعِبَادَة مَعَ ذَلِكَ أَشَدُّ وَأَدَلّ عَلَى غَلَبَة التَّقْوَى
من خلال حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله بين أهم ملامح شخصية الشاب المسلم
أخرج مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا"
شرح حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظله