وإذا كان الأذان يقع في أوقات مختلفة لاختلاف المساجد التي تقام فيها الجمعة، فهل يعتبر في وجوب ترك البيع الأذان الذي يكون في أول مسجد، أو يعتبر الأذان في المسجد الذي تراد الصلاة فيه؟ في هذا خلاف بين العلماء، والمعتمد عند الحنابلة أن الانكفاف عن البيع يكون من أذان أول هذه الجوامع المختلفة لعموم الآية، قال في كشاف القناع: قال ولا يصح البيع في وقت لزوم السعي إلى الجمعة فإن كان في البلد جامعان فأكثر تصح الجمعة فيهما لسعة البلد ونحوها فسبق نداء أحدهما أي أحد الجامعين لم يجز البيع قبل نداء الجامع الآخر صححه في الفصول لعموم الآية | ولا فرق بين أن يكون ذلك قبل الزوال أو بعده " انتهى |
---|---|
وليس في الجمعة سوى أذانين وإقامة ، فسمى الإقامة أذاناً إما تسمية مجازية أو حقيقية باعتبار معنى الأذان العام " انتهى | والصحيح ما عليه الجمهور؛ لأن العلة في النهي هي التشاغل عن السعي إلى الجمعةوهي موجودة في سائر العقود |
وليس المرادُ بكونه دونه في حُكم المنْع الشرعي، بل في عدم فسادِ العقد، وإلَّا فهذه المكروهات كلها تحريميَّة؛ لا نعلم خلافًا في الإثمِ بها حاشية الطحطاوي ص: 335.
20حكم البيع وقت أذان الجمعة الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، ثم الصلاة والسلام التامان الأكملان على البشير النذير، والسراج المنير — صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته إلى يوم الدين، أما بعد: فإن البيع والشراء يمنعان إذا شرع المؤذن في الأذان الثاني لصلاة الجمعة، وهو الذي يكون بعد صعود الإمام على المنبر، لورود النهي في قوله — تعالى -: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، ولما فيهما من الاشتغال بهما عن الصلاة، وقد حمل الجمهور — من المالكية والشافعية والحنابلة — النهي الوارد في الآية على التحريم | وبعد ان عرضنا حكم البيع بعد نداء الجمعه الثاني، وحكم صلاة الجمعة، وأهمية صلاة الجمعة، اتمنى من الله ان يهدينا جميعا لما يحب ويرضى ويهدينا الصراط المستقيم، واتباع طريق الهدى والابتعاد عن طريق الضلال |
---|---|
متى يتم تحديد الأذان مرتين ليوم الجمعة؟ بدأ الأذان لصلاة الجمعة يرتفع مرتين في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه ، والسبب هو كثرة عدد المسلمين ، وقد أخذ ذلك بعين الاعتبار ، والذي صدر على لسان أحد الخلفاء الراشدين امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كونوا عليكم سنتي وسنة الخلفاء الراشدين ، فالتزموا بها |
.
10