ففي صحيح البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله» | ـ وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تُطْروني تجاوزوا في مدحي كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله رواه البخاري |
---|---|
ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم لا تجعل قبري بعدي وثناً يُعبد رواه أحمد وصححه الألباني.
وهكذا من قال: من كان اسمه محمدًا فإن بيته يكون له كذا وكذا | |
---|---|
وإذا كان الغلو في محبة النبي صلى الله عليه وسلم مذموماً, فإن هذا لا يعني أن يتصف المسلم بنقيض ذلك حتى يصل إلى الجفاء معه, ولا يتأدب بما أوجبه الله على عباده نحوه صلى الله عليه وسلم, بل المؤمن الحق هو الذي يتصف بالوسطية والعدل في شؤونه كلها، ومن ذلك محبته للنبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره من غير غلو ولا جفاء |
إذا كان حب وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم حباً صادقاً مستقراً في القلب، فإن آثار ذلك ستظهر على الجوارح واللسان، حيث يجري اللسان بمدحه والثناء والصلاة عليه، وترى باقي الجوارح ممتثلة لما جاء به ومتبعة لسنته وشرعه وأوامره، ومؤدية لمالَه من الحق والتكريم، وذلك كله في حدود المشروع، واللهَ نسأل أن يهدي الغالِيَ قصداً واعتدالا، وأن يبدل الجافي حُبّاً وأدباً، والبعيد قرباً واتباعاً لنبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم.
11