على الصعيد الشخصي كان لكورونا بعض الإيجابيات التي أثرت على حياتي الشخصية أيضًا والتي أفضل الاحتفاظ بها لنفسي فقط | عاش العالم حالات مماثلة في السابق وواجه جائحات كثيرة حصدت الكثير من الأرواح ولكن جائحة كورنا أحيطت بهالة كبيرة من التهويل والمبالغة والأسراف في الخيال بسبب ماينشر في مواقع التواصل الأجتماعي وبسبب النفوس الضعيفة التي تبحث عن التميز والأنتشار بأي ثمن |
---|---|
أعتقد بأنه يجب على الإعلام نشر أعداد الوفيات وليس أعداد الأصابات، لأن التهويل عبر الأرقام الكبيرة للإصابات يؤثر على نفسية الناس أكثر من الوباء نفسه، كذلك يجب التركيز على الطرق التي تمنع الفيروس من الإنتقال للآخرين من خلال نشر التوعية والإرشادات الصحية، كي لا يسبب التهويل بحدوث عذاب النفسي للمصابين الذي يشعرون وكأنهم أصبحوا قنابل موقوتة وناقلة للعدوى القاتلة |
فما يمكن ان تشعر به في الإصابة بكورونا أنك تتحول فجأة إلى "ناقل للوباء" وإنسان غير مرغوب الاقتراب منه، رغمًا عمن حولك وعنك، وأنك رغم الألم الذي يجتاح كل اعضاء جسدك وما يتبعها من مضاعفات تأتي تباعا، على شكل انتكاسات صحية لحالتك، سترى نظرات القلق، بل والفزع على وجوه كل افراد اهل بيتك خوفًا عليك، ومن العدوى التي قد تصيبهم بعدها، وقتها ستعذرهم، فهم يغامرون بحياتهم من أجل الوقوف على طلباتك وخدمتك، فكيف لي ان اطمئن عليهم وان هذا الفيروس اللعين لم يتمكن منهم ايضاً، فما كان لنا الا ان يسّر الله لنا تواصلاً مع فرق التقصي الوبائي وتقرر لهم زيارة منزلية ، لتقوم بآخذ عينات المخالطين من اهل البيت وبحمد لله تعالى تظهر النتيجة مطمئنة لكل افراد العائلة دون استثناء " سلبية " ، وذلك عدم اصابه اي منهم ، لتبدأ رحلة الاهتمام بي والتركيز عليّ ، وانا بهذا الحجر المنزلي والعلاجي ، فالجميع قلقين ومتوترين ومتابعين لتفاصيل حالتي المرضية من خلف الباب يوم بيوم و ساعة بساعة.
24التقينا أسامة حيث أخبرنا كيف تعرض للإصابة، وكيف تماثل للشفاء لاحقاً من فيروس كورونا المستجد | في ذلك اليوم الذي أذكره جيداً، طلب أحد نزلاء الفندق، إصلاح مشكلة في اتصال الإنترنت بغرفته، وطلب المساعدة لحل مشكلة في جهازه الخليوي |
---|---|
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط | شفاك الله وعفاك لكن هل يمكننا القول أن هذه المرحلة كانت مرحلة تغيير بحياتك؟ كثير مما أعرفهم وقد أصابتهم الكورونا، أجدهم اصبحوا مقبلين أكثر على الحياة، يحافظون على التباعد بشكل ملفت، والإجراءات الوقائية أصبحت جزء من سلوكهم لا يستغنوا ولا يفرطوا به مطلقا |
لذلك أغلقت غرفتي وعزلت نفسي نهائياً وبدأت أنتظر المراحل الأصعب للإصابة.
8