سُمِّيت بهذا الاسم؛ لأنّها صِلَة بين العبد وربِّه، فإنْ أراد الإنسان أنْ يصل ربّه ويطلب منه حاجةً، لجأ إلى الصّلاة، وطلب منه ما يشاء | وقت أداء صلاة الفجر وَرَد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في وقت الصّلوات الخمس المفروضة عامّةً، وفي وقت خصوصاً ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛ حيث قال: جاءَ جبريلُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ زالتِ الشَّمسُ، فقال: قُمْ يا محمَّدُ، فصَلِّ الظُّهرَ، فقامَ فصلَّى الظُّهرَ، ثمَّ جاءَه حينَ كان ظلُّ كلِّ شيءٍ مِثْلَه، فقال: قُمْ فصَلِّ العصرَ فقام فصلَّى العصرَ، ثمَّ جاءَه حينَ غابتِ الشَّمسُ، فقال: قُمْ فصَلِّ المغربَ، فقام فصلَّى المغرِبَ، ثمَّ مكَث حتَّى ذهَبَ الشَّفقُ، فجاءه، فقال: قُمْ فصَلِّ العِشاءَ، فقام فصلَّاها، ثمَّ جاءه حينَ سطَع الفجرُ بالصُّبحِ فقال: قُمْ يا محمَّدُ فصَلِّ، فقامَ فصلَّى الصُّبحَ، وجاءَه مِن الغدِ حينَ صار ظلُّ كلِّ شيءٍ مِثلَه، فقال: قُمْ فصَلِّ الظُّهرَ، فقام فصلَّى الظُّهرَ، ثمَّ جاءَه حينَ كان ظلُّ كلِّ شيءٍ مِثْلَيْهِ، فقال: قُمْ فصَلِّ العصرَ، فقام فصلَّى العصرَ، ثمَّ جاءَه حينَ غابتِ الشَّمسُ وقتًا واحدًا لم يَزُلْ عنه، فقال: قُمْ فصَلِّ المغربَ، فقام فصلَّى المغربَ، ثمَّ جاءَه العِشاءَ حينَ ذهَب ثُلُثُ اللَّيلِ، فقال: قُمْ فصَلِّ العِشاءَ، فقام فصلَّى العِشاءَ، ثمَّ جاءه الصُّبحَ حينَ أسفَر جدًّا، فقال: قُمْ فصَلِّ الصُّبحَ، فقام فصلَّى الصُّبحَ، فقال: ما بيْنَ هذَيْنِ وقتٌ كلُّه ، فيكون أوّل وقت صلاة الفجر حسب ما جاء في الحديث الشّريف عند بزوغ الفجر الصّادق، ويمتدّ وقتُه إلى ما قبل شروق الشّمس، وينتهي بشروقِها، وتُؤدّى بعد ذلكَ |
---|---|
للمزيد من التفاصيل عن كيفيّة أداء الصلوات بالتفصيل الاطّلاع على مقالة: | ثمّ يُكبّر للركوع رافعاً يديه، ويُسبّح في ركوعه قائلاً: "سبحان ربّي العظيم" ثلاثاً على الأقلّ، ثمّ يُكبّر رافعاً يديه، مُعتدلاً من الركوع، قائلاً: "سمع الله لمن حَمِده، ربّنا لك الحمد"، ثمّ ينتقل إلى السجود، ويُسبّح قائلاً: "سبحان ربّي الأعلى" ثلاثاً، وهكذا في الركعة الثانية، ثمّ يجلس في نهايتها للتشهُّد، والصلاة الإبراهيميّة، ثمّ يُسلّم عن يمينه وشِماله |
وهي خيرٌ من الدُّنيا وما فيها كما جاء في الحديث السابق؛ أي أنَّها تفضل على كلِّ مافي الدُّنيا من زخارف، وجمال، وأشجار، وبيوت، وقصور، وأموال، ومُلهيات، ولكنَّها لا تفضَّل على بعض العبادات كالفرائض مثلاً، فالعبادات لا تدخل في هذا المعنى، ولشدَّة اهتمام الرَّسول- صلى الله عليه وسلم- بركعتي الفجر، كان يؤدّيهما فوراً بعد الأذان، وكان يوصي بهما كثيراً، حتى وإن فاتت المسلم الصّلاة فكان يحثّ -عليه الصلاة والسلام- على قضائها، وكلُّ ذلك لفضلها وعِظَمِ شأنها.
21وهبة بن مصطفى الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، سورية: دار الفكر، صفحة: 955، جزء: 2 | وصلاة الفجر المفروضة ركعتان؛ يبدأهما بتكبيرة الإحرام، وذلك بقول: "الله أكبر"، ثمّ يقرأ سورة الفاتحة، ويُسَنّ أن يقرأ بعدها بطِوال المُفصَّل من ؛ من سورة الحُجرات إلى آخر سورة البروج، أو ما بين الستّين آيةً إلى المئة؛ لِما ثبت في صحيح البخاري عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي الصُّبْحَ وأَحَدُنا يَعْرِفُ جَلِيسَهُ، ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ ، وذلك في حال الحضر، أمّا في السفر، فيقرأ المُصلّي ما شاء من القرآن بعد ؛ فقد ثبت أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- صلّى الصبح بالمُعوَّذتَين في سفره |
---|---|
ركعات السُّنّة سنّةٌ راتِبةٌ قبليّةٌ فقط، وليس لها سُنّةٌ بعديّة، بل لا يجوز للمسلم أن يصلّي بعد أن يُتِمّ فرض الفجر؛ حيث إنّ للصّلاة أوقاتاً مكروهةً، كما إنّ لها أوقاتاً مُستحبّةً ومفروضةً، فإذا انتهى المُصلّي من صلاة الفجر كُرِهت له الصّلاة بعدها إلّا إن كان لم يصلِّ السُّنّة، فحينئذٍ يجوز له أن يصلّي السنّة، وتُعدّ في ذلك قضاءً لا حاضراً | ولصلاة الفجر سنة قبل الصلاة وهي عبارة عن ركعتي الفجر وهي سنة مؤكدة، وتنفرد صلاة الفجر بآذان يختلف عن الصلوات الأخرى حيث أن آذان الفجر فيه جملة "الصلاة خير من النوم"، وكذلك تنفرد بأن لهاآذانان الأول سنة ووقته الصبح الكاذب، وهو لا يُبنى عليه صيام ولا صلاة أما الثاني وهو الذي يحلل الصيام والصلاة |
قال: وكان إذا بعث سريةً أو جيشًا، بعثهم أولَ النهارِ.
11فضل المحافظة على سنّة صلاة الفجر جاء الترغيب في صلاة في أكثر من حديثٍ نبويّ، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا ، وقد كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- شديد الحرص والمُواظبةً على ركعَتَيّ الفَجرِ، فلم يتركهما لا في سفرٍ ولا في حضرٍ، وهما ركعتان خفيفتان قصيرتان، يسنّ القراءة في الرَّكعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الرَّكعة الثَّانية سورة الإخلاص، وتُؤدّى قبل صلاة الفريضة | |
---|---|
قنوت الفجر تعريف القنوت في اللغة عدّة معانٍ، منها: الطاعة، والصلاة، وطول القيام، والسكوت أثناء الصلاة، وأشهرها الدعاء، فالقانت هو الداعي، أمّا القنوت في الشرع، فهو: الدعاء في الصلاة بموضعٍ مخصوصٍ، وينحصر في صلاة الصبح، وصلاة الوتر، وحين النوازل | وكان إذا بعث تجارةً بعثهم أولَ النهارِ، فأثرى وكثر مالُه |
للمزيد من التفاصيل عن القنوت وأحكامه الاطّلاع على مقالة:.
12