لاأله ألا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين | قلت : ومن هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل فيجتهد العبد ، ويحرص على خصلة من صالح عمله ، يخلص فيها بينه وبين ربه ، ويدخرها ليوم فاقته وفقره ، ويخبئها بجهده ، ويسترها عن خلقه ، يصل إليه نفعها أحوج ما كان إليه |
---|---|
فساهم فكان من المدحضين فقال لهم : قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي | فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة فنادى في الظلمات ; أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين |
فقوله: أَوْ أَدْنَى يعني بل أدنى، أو تفسر بمعنى الواو، لكن إذا كانت بالمعنى الذي ذكره ابن جرير فيكون ذلك بحسب نظركم، فإذا نظر الناظر يقول: فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى وإلا فالله يعلم لا يخفى عليه شيء، فإذا فهمتَ هذه القاعدة وهذا الأصل انحلت عنك جميع الإشكالات التي تكون من هذا القبيل، والصور الداخلة تحته، كل صورة تحتها أمثلة.
26ومما نتعلم من قصة نبي الله يونس عليه السلام، أن قدر الله نافذ لا محالة، إذ أنه لما ركب في السفينة وأرادوا الخلاص من أحدهم لإلقائه في اليم ليأكله الحوت، قرراوا عمل قرعة وفي كل مرة يقع عليه الاختيار، إذ كان أهل السفينة يرفضون إلقائه لما رأوا فيه من وقار وصلاح، ولكن كأن الله عز وجل لم يأب إلا أن يكون هو من يلقى في بطن الحوت | فأُلقِيَ في البحرِ {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ} وقتَ التقامِه {مُلِيمٌ} أيْ: فاعلٌ ما يُلامُ عليهِ، وهوَ مُغَاضبَتُهُ لربِّهِ |
---|---|
، وفي ألوان الناس الأخضر، ليس السواد الشديد، السواد الخفيف، السمرة يقولون: أخضر، أخضر سمرة مثل أهل السودان يقولون: أخضر، وإذا كان مثل الأفارقة يقولون: أزرق، هذا في اصطلاح خاص | وكذلك التشاجر إذا وقع في أعيان المواريث لم يميز الحق إلا القرعة ، فصارت أصلا في تعيين المستحق إذا أشكل |
قال : فالتقمه الحوت من ذلك المكان حتى مر به إلى الأبلة، ثم انطلق به حتى مر به على دجلة، ثم انطلق حتى ألقاه في نينوى.
17