فلولا أنه كان من المسبحين. سيدنا يونس والحوت وكيف عاش في بطنه وكم لبث؟ .. القصة كاملة

لاأله ألا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين قلت : ومن هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل فيجتهد العبد ، ويحرص على خصلة من صالح عمله ، يخلص فيها بينه وبين ربه ، ويدخرها ليوم فاقته وفقره ، ويخبئها بجهده ، ويسترها عن خلقه ، يصل إليه نفعها أحوج ما كان إليه
فساهم فكان من المدحضين فقال لهم : قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة فنادى في الظلمات ; أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

فقوله: أَوْ أَدْنَى يعني بل أدنى، أو تفسر بمعنى الواو، لكن إذا كانت بالمعنى الذي ذكره ابن جرير فيكون ذلك بحسب نظركم، فإذا نظر الناظر يقول: فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى وإلا فالله يعلم لا يخفى عليه شيء، فإذا فهمتَ هذه القاعدة وهذا الأصل انحلت عنك جميع الإشكالات التي تكون من هذا القبيل، والصور الداخلة تحته، كل صورة تحتها أمثلة.

26
القرآن الكريم
وقد وردت أحاديث في كفارة المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، وقد أفردت لها جزءًا على حدة، فلتكتب هاهنا إن شاء الله تعالى
تأملات في قول الله تعالى : ‏( فلولا أنه كان من المسبحين .. )‏ !
فهذه ثلاثة مواطن، وهي القسم في النكاح، والعتق، والقسمة، وجريان القرعة فيها لرفع الإشكال وحسم داء التشهي
قال تعالى فلولا أنه كان من المسبحين
النحاس : والأمر كما قال ، إنما اللام في جواب لولا
ومما نتعلم من قصة نبي الله يونس عليه السلام، أن قدر الله نافذ لا محالة، إذ أنه لما ركب في السفينة وأرادوا الخلاص من أحدهم لإلقائه في اليم ليأكله الحوت، قرراوا عمل قرعة وفي كل مرة يقع عليه الاختيار، إذ كان أهل السفينة يرفضون إلقائه لما رأوا فيه من وقار وصلاح، ولكن كأن الله عز وجل لم يأب إلا أن يكون هو من يلقى في بطن الحوت فأُلقِيَ في البحرِ {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ} وقتَ التقامِه {مُلِيمٌ} أيْ: فاعلٌ ما يُلامُ عليهِ، وهوَ مُغَاضبَتُهُ لربِّهِ
، وفي ألوان الناس الأخضر، ليس السواد الشديد، السواد الخفيف، السمرة يقولون: أخضر، أخضر سمرة مثل أهل السودان يقولون: أخضر، وإذا كان مثل الأفارقة يقولون: أزرق، هذا في اصطلاح خاص وكذلك التشاجر إذا وقع في أعيان المواريث لم يميز الحق إلا القرعة ، فصارت أصلا في تعيين المستحق إذا أشكل

قال : فالتقمه الحوت من ذلك المكان حتى مر به إلى الأبلة، ثم انطلق به حتى مر به على دجلة، ثم انطلق حتى ألقاه في نينوى.

17
القرآن الكريم
قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ، ودعوة مستجابة ؟ قالوا : يا رب ، أولا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه في البلاء ؟ قال : بلى
القرآن الكريم
فقال تعالى " فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ " سورة الصافات وفي هذا إشارةٌ لطيفة وتذكيرٌ لعباد الله أن يتنبهوا لأهمية الذكر والتسبيح على وجه الخصوص ، فقد وصف الله يونسَ عليه السلام بأنه كان من المُسبِّحين ، أي أنه كان كثير التسبيح قبل وقوعه في هذه الشدة العصيبة والكرب العظيم
قال تعالى فلولا أنه كان من المسبحين
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا أبو ضحر، أن يزيد الرَّقاشي، حدثه، قال: سمعت أنس بن مالك، قال: ولا أعلم إلا أن أنسا يرفع الحديث إلى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : " أنَّ يُونُسَ النَّبِيّ حِينَ بَدَا لَهُ أنْ يَدْعُوَ الله بالكَلِماتِ حِينَ نَادَاهُ وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا إلهَ إلا أنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَأَقْبَلَتِ الدَّعْوَةُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَقَالَتِ المَلائِكَةُ: يَا رَبِّ هَذَا صَوْتٌ ضَعِيفٌ مَعْرُوفٌ فِي بِلادٍ غَرِيبَة، قَالَ: أما تَعْرِفُونَ ذلكَ؟ قَالُوا يَا رَبّ وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: ذَلكَ عَبْدِي يُونُسُ، قَالُوا: عَبْدُكَ يُونُسُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ يُرْفَعُ لَهُ عَمَلٌ مُتَقَبَّلٌ وَدَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، قَالُوا: يَا رَبّ أوَلا يُرْحَمُ بِمَا كَانَ يَصْنَعُ فِي الرَّخَاءِ فَتُنَجِّيهِ مِنَ البَلاءِ؟ قَالَ: بَلَى، فَأَمَرَ الْحُوتَ فَطَرَحَهُ بالعَرَاءِ"