شَبَّهَ ذَلِكَ بِالشَّيَاطِينِ الَّتِي يُرْسِلُهَا اللهُ تَعَالَى تَؤُزُّهُ وَتُزْعِجُهُ وَتُقْلِقُهُ إِلَى مَظَانِّ هَلَاكِهِ، وَالرِّيحُ الَّتِي تَهْوِي بِهِ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ، وَهَوَاهُ الَّذِي يَحْمِلُهُ عَلَى إِلْقَاءِ نَفْسِهِ فِي أَسْفَلِ مَكَانٍ وَأَبْعَدِهِ عَنِ السَّمَاءِ، فَهَذَا مَثَلُ الْمُشْرِكِ الَّذِي أَشْرَكَ بِرَبِّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَجَانَبَ التَّوْحِيدَ | وَهَلْ مِنْ شَيْءٍ يُوصِلُ إِلَى رَاحَةِ الْقَلْبِ، وَاسْتِقْرَارِ الضَّمِيرِ، وَسَلَامَةِ الْبَالِ، وَصِحَّةِ الْحَالِ، أَعْظَمُ مِنَ الْانْطِرَاحِ عَلَى عَتَبَاتِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟!! الثالث: ظلم العباد بالقتل أو بالضرب أو بالمال أو بالعرض |
---|---|
{ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } فِي الدُّنْيَا إِلَى شَرْعِ اللهِ بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ؛ فَالِاهْتِدَاءُ بِالْعِلْمِ هِدَايَةُ إِرْشَادٍ، وَالِاهْتِدَاءُ بِالْعَمَلِ: هِدَايَةُ تَوْفِيقٍ |
وفي رواية لأبي داود وصححها الألباني: أفلا شقَقتَ عن قلبه حتَّى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا؟ قال الخطابي: "فيه من الفقه أنَّ الكافر إذا تكلَّم بالشهادة وإن لم يصف الإيمان وَجَبَ الكَفُّ عنه والوقوف عن قتله سواء أكان بعد القدرة أم قبلها".
9أَمَّا إِذَا كَانَ مُخَلِّطًا، فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُحِسَّ بِجَلَالِ الْحَيَاةِ وَلَا بِقِيمَةِ الْوُجُودِ، وَإِذَا كَانَ قَلْبُهُ عَلَى الشِّرْكِ مُنْطَوِيًا؛ فَإِنَّ هَذَا لَا يُؤَمِّلُ الْفَلَاحَ لَا دُنْيَا وَلَا آخِرَةً، وَلَا يُحِسُّ بِلَذَّةٍ لِهَذَا الْوُجُودِ أَصْلًا، بَلْ يُحِسُّ أَنَّ هَذَا الْوُجُودَ عَبَثٌ ضَائِعٌ وَلَهْوٌ مَائِعٌ، وَأَنَّهُ لَا غَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ | لَوْ صَحَّحْتَ لَمْ تَخَفْ أَحَدًا، إِنَّمَا يَخَافُ الْعَبْدُ مِنْ غَيْرِ اللهِ لِمَرَضٍ فِي قَلْبِهِ، فَالْعِزُّ الْحَقِيقِيُّ وَالشَّرَفُ الْعَالِي أَلَّا تَرَى لِأَحَدٍ عَلَيْكَ فَضْلًا، إِنَّمَا الْفَضْلُ للهِ، وَأَلَّا تَرَى لِأَحَدٍ عَلَيْكَ مِنْ يَدٍ، إِنَّمَا الْيَدُ الْعُلْيَا بِالْعَطَاءِ الْكَبِيرِ للهِ -جَلَّ وَعَلَا-، وَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْإِكْرَامَ إِنَّمَا يَتَأَتَّى مِنْ لَدُنْ رَبِّنَا -جَلَّ وَعَلَا- ذِي الْفَوَاضِلِ وَذِي الْإِعْطَاءِ الَّذِي لَا حَدَّ لَهُ، وَحِينَئِذٍ لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ عَلَى قَلْبِكَ مِنْ سُلْطَانٍ |
---|---|
وقال وهب بن منبه لمن سأله: أليس لا إله إلا اللّه مفتاح الجنة؟ قال: "بلى، ولكن ما مِنْ مِفْتَاح إلا وله أسْنان، فإنْ جِئْتَ بمفتاح له أسنان فُتِح لك وإلا لم يُفْتح" | الخامس: الإخلاص، وهو تصفية العمل من جميع شوائب الشرك، بأن لا يقصد بقول هذه الكلمة مطامع الدنيا ولا رياء ولا سمعة |
أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.
25