أريد الجمع ما بين أن الذنوب تمنع إجابة الدعوة ، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاكم والإمام أحمد : ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ، قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر " ؟ فكيف نعرف أن الدعاء لم يستجب ؟ أو إنه استجيب ولازال تحقيقه لم يأتِ، أو تم ادخاره أو دفعت به مضرة؟ وهل الذنوب على الاضطراد تمنع قبول الدعاء، فكيف والله يقول : أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ، وما من مضطر إلا وأغلبهم عصاة يطمعون فى كرم الملك تبارك وتقدس بالعفو والمغفرة، فلو أن المعصية تحجب فكيف يتقبل الله دعائهم ؟ الحمد لله | دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة يوجد في يوم الجمعة ساعة استجابة للدعاء ، لا يُردُّ فيها الداعي أبداً وتُستجاب صلاته بإذن الله، ويُروَى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن آخر ساعة في يوم الجمعة لا يٌرد فيها الدعاء ويُستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء في تلك الساعة |
---|---|
بالاستغفار ، ولعل ينابيع الرحمة الإلهية ترسل سُقياها لكل ظامئ يرجو ماء يُبلسِمُ حياته، لذا، على المسلم أن يحضر في هذه الساعة قلبه، ويغسل ذنبه بالتوبة والإنابة، ويعتذر من ربه تقصيرًا، ويرجو عفوًا وغفرانًا، وبالنسبة لـ بالاستغفار ، فالاستغفار باللسان خير وقاية من شر الذنب، ويجب أن يكون مقرونًا بعدم الإصرار على الذنب، فأفضله ما كان مقرونًا بترك الصرار عن المعصية، والإقلاع عن الذنوب بتهذيب القلوب والجوارح، وخير دواء لداء الذنوب الاستغفار، وعن بالاستغفار فإن الإكثار منه في البيت والطريق والمجلس والسوق بركة ورزق حلال لا ينقطع بإذن الله، غير أنّ الاستغفار باللسان وحده لا يكفي؛ لأن من قالها بلسانه غافلًا عن معناها ومُعرِضًا عن تدبّرها لم يعرف قدره وحقيقته؛ لذا، من أجل بالاستغفار يجب الاستغفار برجاء كل الجوارح وسلامة القلب، ويقينه بحسن الظن بالله، وقبول التوبة وتحقيق المُراد |
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا.
وهذا الدعاء من جملة ما نقله الرواة عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في فضل الدعاء وأهمّيته | الذي يأتي ضمن العشر الأوائل من ذي الحجة |
فيما أوضح أن الدعاء يعتبر من العبادات التى لها ميزة خاصة، لذا من أراد أن يحصل على لقضاء الحاجة فليحرص على تلك الأمور الأربعة التي أوصى بها النبي —صلى الله ليه وسلم- السالف ذكرها، كما عليه أن يتحرى التي تبدأ وتنتهي بالصلاة على النبي —صلى الله عليه وسلم-، مستندًا لما ورد عن أبي سليمان الداراني، قال : «من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن الله يتقبل الصلاة وهو أكرم من أن يرد ما بينهما».
13