وقد نفعه ذلك في وقائع لاحقة مع الجورجيين والتي تصدرت بطولات جلال الدين تفاصيلها | فاكتشف حينها أن الطغرائي وابن أخيه أبرياء بعد أن حكما عليهما بالقتل، فأعادهما إلى تبريز، وأصبح يستشيرهما في مجالسه |
---|---|
وفي سنة المُوافقة لِسنة تُوفي السُلطان كيكاوس بعد أن حكم ثمانية أعوام، وترك بعد وفاته سلطنةً قويَّةُ يسودها الأمن ويعُمُّها الرخاء، وذلك بِفضل الجيش النظامي الذي اعتمد عليه لِرد الاعتداءات الخارجيَّة وإحلال الأمن في الداخل والتوسُّع على حساب جيرانه، وتحسَّنت في عهده الحياة التجاريَّة، وانتشرت المهن بين السلاجقة، وازدهرت الحياة الزراعيَّة، وعمَّ الرخاء سائر المُقاطعات والمُدُن بِفضل شبكة الطُرُق التجاريَّة الآمنة، وأضحت سلطنة سلاجقة الروم ذات قُوَّة اقتصاديَّة هائلة | وهي سيرة حافلة بالبطولات المبهرة والشجاعة الآسرة والخيانات المفجعة والفتن المؤلمة والكثير من العبر والدروس الملهمة |
وكشف جلال الدين خيوط المؤامرة بمساعدة بعض الأوفياء من حوله ففرّ باتجاه خراسان ومعه قرابة ثلاثمائة فارس، وفي طريقه تمكن من تجاوز كمين خطير لجنكيز خان الذي كان يتربص به كأخطر رجل في الخوارزميين يجب القضاء عليه، فخاض جلال الدين معركة شرسة مع المغول في سهول براون شمال شرقي غزنة في سنة 618هـ 1221م ، وانتصر عليهم ليكمل مسيره إلى نيسابور.
23وضع كيقباد نصب عينيه ازدياد قوة وتوسع نفوذهم فأقام القلاع وعزز الدفاعات في المحافظات الشرقية، لكنه توفي في سن مبكرة سنة 1237م | أدى اتساع ملك علاء الدين لطمعه في أن يحل محل السلاطين السلاجقة، ويدعى له على منابر بغداد بعد الخليفة، فأرسل يطلب ذلك من خليفة الوقت الناصر بالله، وكان تمامًا مثل علاء الدين في الأخلاقيات والسلوكيات والميكافيلية المقيتة، فرفض عرض علاء الدين، وكان لا يضيره شيء لو وافق، ودخل علاء الدين في حرب ضروس لا طائل من ورائها ضد الخليفة الناصر أضعفت المسلمين بشدة أمام العدو المتربص بهم من الشرق الأقصى |
---|---|
أكمل جلال الدين طريقه ودخل غزنة، وما كاد يستقر فيها حتى أرسل جنكيز خان حملة أخرى اصطدم بها جلال الدين خارج غزنة وكان النصر حليفه أيضاً في بدايتها، ولكن فتنة دبت بين قواده الذين تنازعوا على اقتسام الغنائم، مما أدى إلى ضعف جيش جلال الدين بعد مغادرة القسم الأعظم من فرسانه | اطلع عليه بتاريخ 17 ديسمبر 2017 |
وبعد نجاح كوبك من التخلص من هؤلاء الأمراء ازدادت هيبته وملأ الرعب في قلوب رجال الدولة فلم يعد أحد منهم يستطيع معارضته.
20