محمد حسين الذهبى حين قال فى كتيّبه: "علم التفسير" بعد أن نقل ما أورده السيوطى من تلك العلوم مما نقلناه آنفا: "وقد زاد بعضهم علم أحوال البشر، وبعضهم علمى التاريخ وتقويم البلدان، وبعضهم نقص مما ذكرناه | |
---|---|
وكيف يفهم المفسر ما قبحته الآيات من عوائدهم على وجه الحقيقة أو ما يقرب منها إذا لم يكن عارفا بأحوالهم وما كانوا عليه؟ يُرْوَى عن عمر أنه قال: إن أجهل الناس بأحوال الجاهلية هو الذي يخشى ان ينقض عُرَى الإسلام عروة عروة |
ولا بد للمفسر من معرفة أصول الفقه؛ ليميز بين النص، والظاهر، والمجمل والمبين، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، وفحوى الخطاب، ولحن الخطاب، ودليل الخطاب، والناسخ والمنسوخ.
28خامسها العلم بسيرة النبي وأصحابه وما كانوا عليه من علم وعمل وتصرف في الشؤون دنيويها وأخرويها" | أجمل القرآن الكلام عن الأمم وعن السنن الإلهية وعن آياته في السموات والأرض وفي الآفاق والأنفس، وهو إجمال صادر عمن أحاط بكل شيء علما، وأمرنا بالنظر والتفكر والسير في الأرض لنفهم إجماله بالتفصيل الذي يزيدنا ارتقاء وكمالا |
---|---|
والعمل عندما يبدو أنه تعارض | فغفر له فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذري ، بل اعتقد أنه لا يعاد ، وهذا كفر باتفاق المسلمين ، لكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك ، وكان مؤمناً يخاف الله أن يعاقبه ، فغفر له بذلك |
وفى تفسير قوله تعالى: "كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى ٱلْمَآءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ" من الآية الرابعة عشرة فى سورة "الرعد": "لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى ٱلْمَآءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ" نجد مثلا الطوسى ت 460هـ فى "تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن" يقول إن "العرب تضربه مثلاً لمن سعى فيما لا يدركه كالقابض على الماء"، ثم يستشهد على ذلك بالبيتين الشعريين التاليين: فإني وإياكم وشوقًا إليكمو كقابض ماء لم تسقه أنامله فأصبحت مما كان بيني وبينها من الود مثل القابض الماء باليد رغم أن الصورة البيانية فى الآية تختلف عن نظيرتها فى البيتين كما هو بَيِّنٌ جَلِىّ.
27