الأمر بسيط جدًا، لقد أبدع المؤلف عمرو سمير عاطف في عمل حبكة درامية متكاملة لا توجد بها ثغرات، ونهاها بحكمة مفتوحة يفسرها كل شخص على حسب هواه، فالمشاهد حتى قبل المشهد الأخير كان يرى النهاية جميلة، تلك النهاية الوردية التي تتميز بها الأعمال المصرية، لكن الحديث الذي دار بين يوسف الشريف وسهر الصايغ في النهاية كان بمثابة لطمة على وجه الجميع | ثم ما لبثت أن بدأت القصة من جديد مع فرعون آخر، وهو أيضًا ديكتاتور لكن هذه المرة جاء في زي الأب الحنون الذي يحنو ويعطف على شعبه، رغم أنه في الواقع يستبد بهم ويضلل عقولهم متلاعبًا بأفكارهم ومعتقداتهم، محاولًا إقناعهم أنه البطل الذي جاء لأجل خلاصهم، وأنه الوحيد القادر على إنقاذهم، وأن مجد الأمة لن يتحقق إلا على يديه |
---|---|
وقيل : استفزهم بالقول فأطاعوه على ، التكذيب | في المسند 18895 و18918 ، ابن ماجه في سننه 4040 ، ابن حبان في صحيحه في كتاب البر والإحسان 301 ، والبيهقي في الكبرى 18541 |
يقال : استخفه عن رأيه ، إذا حمله على الجهل وأزاله عن الصواب ، فأطاعوه على تكذيب موسى إنهم كانوا قوما فاسقين.
13فالطّاعة العمياء تنتج جهلاً واستخفافاً بالعقول، وتنتج تخلّفاً وموتاً ودماراً للنفوس وللوجود الإنساني كلّه، فيما الوعي وامتلاك النباهة والإرادة في كشف ألاعيب الطغاة ومخطّطاتهم، كل ذلك ينتج حياة عزيزة كريمة، وإرادة حرّة، وتنوّراً عقلياً، وأخلاقاً رساليّة، ونفوساً عالية، فالسَّبيل إلى الخلاص من الطغيان هو الوعي والنباهة، ولا يكون ذلك إلا من خلال التسلّح بالإرادة والقرار الحرّ والإيمان، والالتزام الحقّ وطريق الهداية | الزخرف: 54- 56 إن الأمة إذا لم تحاسب الحاكم إن أساء، ولم تأخذ على يديه إن ظلم، ولم تقف في وجه انحرافه وفساده، فإنّ ذلك سيجعله يتمادى في ظلمه وبغيه وطغيانه، ويمدّ في عمر نظامه الفاسد |
---|---|
لماذا نقول هذا؟ لأن أعمال يوسف الشريف جزء لا يتجزأ من شخصيته ومبادئه، تلك الأعمال التي استطاع من خلالها أن يبني قاعدة جماهيرية لنفسه جعلته الأبرز في موسم رمضان كل عام، فقد احترم عقل الجمهور فنال احترامهم وحبهم، خاصة الشباب، قدم لهم قصصا وأعمالا جديدة على الفن المصري، قصصا كنا نشاهدها في أعمال أجنبية ونقول متى يصبح لدينا مثل هذا، حتى نال ثقة الجمهور، وأصبح هو اللاعب رقم 10 في خطة رمضان، يضعه الجمهور في البداية ثم يبحثون عن باقي المسلسلات التي يشاهدونها، حتى نوعية جمهوره مختلفة، ليسوا هؤلاء الذين يبحثون عن مشاهد أو مناظر أو حتى تضييع الوقت أو التسلية أمام التليفزيون، إنهم صفوة الجمهور الذي يبحث عن المتعة والفلسفة والغموض في شكل عمل فني | والمعنى : أنهم إنما خَفُّوا لطاعة رأس الكفر لقرب عهدهم بالكفر لأنهم كانوا يؤلِّهُون فرعون فلما حصل لهم تردّد في شأنه ببعثة موسى عليه السلام لم يلبثوا أن رجعوا إلى طاعة فرعون بأدنى سبب |
وفي رواية قال: "إنّ النّاس إذا رَأَوُا الْمُنْكَرَ لاَ يُغَيِّرُونَهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بعقابه".