ويمكن أنْ يكون على سبيل المثال جمع كلمة عين ، فقد تجمع على أعين وعلى عيون ، وحصَر العلماء الوزن الأول بالباصرة والثاني بالجارية ، ويرى البحث أنّ الأول جاء للباصرة ؛ لأنّ ما ينجم من الدمع أو نحو ذلك أقلّ مما ينجم من الجارية ؛ فناسب أن يكون أعين للباصرة و عيون للجارية | أما نجوم الأسابيع : فهو المجموع النهائي بعد أكثر من أسبوع |
---|---|
مما يبرهن أهمية تلك الجموع في النهج هو تلك الغرابة الموجودة في طائفة منها كما هو في جمع باطل على أباطيل فقد عده ابن خالويه من الغريب ، وقد ورد هذا الجمع في قوله عليه السلام : والدافع جيشاتِ الأباطيل ، والدامغ صولاتِ الأضاليل ، ويمكن إلحاق أضاليل وكذا أعاليل الواردة في قوله عليه السلام : ما عزت دعوة من دعاكم ولا استراح قلب من قاساكم أعاليل بأضاليل ، ومن الجموع التي حكم عليها بالغرابة واستعملت في النهج سُهمان الهلكى أفاعيل ، واستعمال هذه الجموع الغريبة مما يشد من أُزر بلاغة هذه النصوص ولو اختار ما هو شائع لَما بلغت هذه النصوص مبلغها من وقعها في النفوس ؛ فكانت تقع في مجال النظم موقع الواسطة من العقد |
عادت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث.
26غير أن المطلع على نهج البلاغة يجد أنّ النهج خالف القرآن في استعمال جمع العين ، ففيه العيون استعملت للباصرة أيضاً في حال أهل النار : فلو مثلتهم بعقلك أو كشف عنهم محجوب الغطاء لك | |
---|---|
المبحث الأول : دلالات جموع التكسير العامة مثلما يوجد للفظ الواحد معنى أساسي ومعانٍ فرعية ، فكذلك الأمر في جموع التكسير في نهج البلاغة ، فإذا كان حرف الجر اللام يفيد الاختصاص أو الملك في الأساس تجد له أيضاً معاني أخر كالتعليل وشبه الملك وانتهاء الغاية والتوكيد | وقد يكون الأمر على خلاف ذلك ؛ فتأتي أوزان الكثرة مفيدة القلة ، نحو قوله عليه السلام : واللهِ لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أنْ اعصيَ اللهَ في نملةٍ اسْلِبُها جَلْبَ شعيرةٍ ما فعلْتُهُ ، فـ أقاليم على وزن أفاعيل الذي هو من أوزان الكثرة غير أنّه جاء للقلة لوصفه بالنعت السبعة |
إعراب جمــــع الـتكسير: يعرب جمــع التـكسير حسب موقعه من الجملة، فيكون فاعلًا أو مفعولًا به أو اسمًا مجرورًا أو ….
16