ويعد الدير الواقع أسفل جبل كاترين، أعلى القمم الجبلية في مصر، أقدم دير مسيحي في العالم، كما يقع الدير في حضن جبل موسى، وجبل الرؤية، وهي المنطقة التي تجلى فيها المولى تعالى، إلى سيدنا موسى، عليه السلام | ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: قوله إنك بالوادي المقدس طوى يعني الأرض المقدسة، وذلك أنه مر بواديها ليلا فطواه، يقال: طويت وادي كذا وكذا طوى من الليل، وارتفع إلى أعلى الوادي، وذلك نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم |
---|---|
الثانية : في الخبر أن موسى - عليه السلام - خلع نعليه وألقاهما من وراء الوادي | و " طوى " اسم للوادى |
فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِىءِ الوادي الأيمن فِي البقعة المباركة مِنَ الشجرة أَن ياموسى إني أَنَا الله رَبُّ العالمين.
وقال أبو الأحوص : زار عبد الله أبا موسى في داره ، فأقيمت الصلاة فأقام أبو موسى ؛ فقال أبو موسى لعبد الله : تقدم | ولله أن يفضل ما شاء |
---|---|
ولم يختلف العلماء في جواز الصلاة في النعل إذا كانت طاهرة من ذكي ، حتى لقد قال بعض العلماء : إن الصلاة فيهما أفضل ، وهو معنى قوله تعالى : خذوا زينتكم عند كل مسجد على ما تقدم | المدخل الوحيد للدير كان عبارة عن باب صغير على ارتفاع 30 قدم، وصمم لحماية الدير من الغرباء والدخلاء، حيث كان يتم رفع زوار الدير من خلال صندوق يحركه نظام من الروافع والبكرات |
وقد ذكرنا أقوال أهل العلم في ذلك فيما مضى، فأغنى عن إعادته في هذا الموضع، وكذلك بيَّنَّا معنى قوله: طُوًى وما قال فيه أهل التأويل، غير أنا نذكر بعض ذلك هاهنا.
وأُضيف إذْ } إلى جملة { ناداه ربه } | والصحيح قول من قال : إن المسح يطهره من الخف والنعل ؛ لحديث أبي سعيد |
---|---|
وما رواه عبد الله بن السائب - رضي الله عنه - أنه - عليه الصلاة والسلام - خلعهما عن يساره فإنه كان إماما ، فإن كنت إماما أو وحدك فافعل ذلك إن أحببت ، وإن كنت مأموما في الصف فلا تؤذ بهما من على يسارك ، ولا تضعهما بين قدميك فتشغلاك ، ولكن قدام قدميك |
صححه أبو محمد عبد الحق.
14