فقد ورد أن معه جنة وناراً ، جنته ناره وناره جنته ، وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز ، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر ، والأرض أن تنبت فتنبت ، وتتبعه كنوز الأرض ، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كسرعة الغيث استدبرته الريح ، إلى غير ذلك من الخوارق | واليوم الذي تقوم فيه الساعة، ويكون فيه النفخ هو ، قال -عليه السلام-: خيرُ يومٍ طلعت فيهِ الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ أُهْبِطَ، وفيهِ تيبَ علَيهِ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ تقومُ السَّاعةُ، ما علَى الأرضِ من دابَّةٍ إلَّا وَهيَ تصبحُ يومَ الجمعةِ مُصيخةً ، وجميع المخلوقات تكون خائفةً في كُلّ يوم جمعة ما عدا الإنس والجن، ويكون لإسرافيل نفختين في البوق؛ تموت في الأولى جميع الكائنات، وفي الثانية تحيا؛ للبعث والحساب، وقد سمّى القُرآن النفخة الأُولى بالصيحة وأحياناً بالراجفة، والنفخة الثانية بالرادفة أو النفخ في الصور، وقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- عن المُدّة التي تكون بينهما بقوله: ما بيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أرْبَعُونَ قالَ: أرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قالَ: أبَيْتُ، قالَ: أرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قالَ: أبَيْتُ، قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً؟ قالَ: أبَيْتُ ، وذهب بعض العُلماء ومنهم ابن العربي، وابن تيمية، وابن كثير إلى أنها ثلاثُ نفخات، وهي: الفزع والصعق والبعث |
---|---|
أتْباع الدجال : أكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك ، وأخلاط من الناس غالبهم الأعراب والنساء | وينفخ في الصور نفختان : النفخة الأولى ، وتسمى : نفخة الصعق - الموت - وهي المذكورة في قوله تعالى: { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } الزمر:68 وبسماع هذه النفخة يموت كل من في السموات والأرض إلا من شاء الله أن يبقيه |
لقد اهتم القرآن الكريم والسنة النبوية ببيان أمر النفخ في الصور وما يتبع ذلك من أحداث ، فمما جاء في السنة أن الصور عبارة عن آلة على شكل قرن ينفخ فيها ، وقد ثبت عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما الصور ؟ ، قال صلى الله عليه وسلم : الصور قرن ينفخ فيه رواه الترمذي وقال حسن صحيح ، وقد أوكل الله عز وجل أمر النفخ في الصور لإسرافيل عليه السلام ، وهو من الملائكة العظام ، ومنذ أن أوكل بذلك وهو متهيئ للنفخ فيه ، وكلما اقترب الزمان ازداد تهيؤه ، قال صلى الله عليه وسلم : كيف أنعم ، وقد التقم صاحب القرن القرن ، وحنى جبهته ، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ ، قال المسلمون : فكيف نقول يا رسول الله : قال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، توكلنا على الله ربنا رواه الترمذي وحسنه.
وقال تعالى : فتول عنهم يوم يدعو الداع إلى شيء نكر الآيات | |
---|---|
تفجير البحار كيف تصبح الأرض بعد تفجير البحار؟ وردت آيات قرآنية عدّة تصف ما يحدث البحار في أهوال يوم القيامة، قال الله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}، واختلف المفسّرون في معنى سجّرت، ودلالتها وما يترتب على ذلك من تغيير للبحار، فمنهم من قال بأنها بتتلئ فتصبح بحرًا واحدًا، ومنهم من قال أنّها تصبح حمراء كلَوْن الدم، وفي دلالة فجّرت، قيل أنَّها تُفتح بعضها على بعض فتصبح بحرًا واحدًا، وبعدما تُنسَف الجبال وتُفَجّر البحار، تصبح الأرض قاعاً صفصفًا، فيذهب البرزخ الحاجز الّذي كان يمنع الماء من الفيضان على الأرض | هذا طرف من أخبار ذلك الحدث ، ذكرناه لك - أخي الكريم - ، كي تتأمل في هذا اليوم العظيم ، وما فيه من المخاوف والأهوال ، فتشمر عن ساعد الجد نحو لقاء الله تعالى ، فإنه لا نجاة في ذلك اليوم إلا بالإيمان والعمل الصالح |
الميزان يُعد الميزان من القضايا الخطيرة التي يجب على المؤمن بها، وقد جاء ذكره في قوله -تعالى-: وَنَضَعُ المَوازينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ ، ، ويُعدّه الله -تعالى-، ليوزن به أعمال العباد، أو لتوزن به صُحفهم، أو ليوزن به العبد، ولا يُعلم مقداره إلا الله -تعالى-، ومما جاء عن عظمته أنّه يوزن السماوات والأرض، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته فقد فاز ودخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر فقد خسر، ومن تساوت حسناته وسيئاته فهو من الأعراف يكون بين الجنة والنار.
10يقول الله تعالى:" يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ - وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ - وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ - لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ " | ويقف من اجتاز الصراط في ساحات الجنّة؛ ليُقتصّ لهم من بعضهم وليُزال الحقد من قلوبهم، وذلك ما يُسمى بالقنطرة، لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: يَخْلُصُ المُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فيُحْبَسُونَ علَى قَنْطَرَةٍ بيْنَ الجَنَّةِ والنَّارِ، فيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِن بَعْضٍ مَظالِمُ كانَتْ بيْنَهُمْ في الدُّنْيا، حتَّى إذا هُذِّبُوا ونُقُّوا أُذِنَ لهمْ في دُخُولِ الجَنَّةِ ، وأوّل من يدخل الجنة بعد النبي -عليه الصلاة والسلام- فقراء المهاجرين، ثُم فقراء الأنصار، ثُمّ فقراء الأمة، وأمّا الأغنياء فيؤخرهم الله -تعالى-؛ لمُحاسبتهم، ويكون القصاص بين جميع الخلائق حتى الحيوانات؛ فيُقتصّ المظلوم من الظالم، سواءً كان مسلماً أو غير مسلم، ويُقتص للشاة التي لا قرون لها من الشاة صاحبة القرون، وبيّن ابن حجر الهيتمي أنّه يُقتص للحيوانات من الإنسان الذي يجوّعها ويُحمّلها ما لا تُطيق |
---|---|
ويعدّ أيضاً من الشفعاء الذين اختصّهم الله -تعالى- بقبول شفاعتهم، ومن الأدلّة على قبول شفاعتهم قوله -عليه السلام-: يُقالُ: ادعُوا الشُّهداءَ، فيَشفَعون لمَن أَرادوا، وقال: فإذا فَعَلَتِ الشُّهداءُ ذلكَ قال: فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا أَرحَمُ الرَّاحِمينَ ، وثبت أيضاً أنَّ من المؤمنين يشفعون لإخوانهم الذين دخلوا جهنّم؛ فيناجون الله -تعالى- في طلب الشفاعة لهم، وقد بيّن ذلك النبي -عليه السلام- قال: يقولون ربَّنا إخوانُنا كانوا يصلُّونَ معنا ويصومونَ معنا ويحجُّونَ معنا فأدخلتَهمُ النَّارَ فيقولُ اذهبوا فأخرجوا من عرفتُم منهم | ومعنى قول أبي هريرة رضي الله عنه : أبيت |
ومختصر الجواب عن الإشكال أنّ الله على كلّ شيء قدير فهو قادر على أن يري هذه الكتابة بعض الناس دون بعض وقادر على أن يجعل الأمّي يقرؤها.
13