اللّهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ومجدك، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق النور الذاتي، والسرّ السّاري في سائر الأسماء والصفات، وعلى آله وصحبه وسلّم | وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر |
---|---|
فيرى أنوارها أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر | اللّهم إني أسألك صدق التوكّل عليك، وحسن الظنّ بك، اللّهم ارزقنا قلوباً سليمة، ونفوساً مطمئنة، اللّهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب، إلهي إن كنت لا تكرم في هذا الشهر الأمن أخلص لك في صيامه فمن للمذنب المُقصّر إذا غرق في بحر ذنوبه وآثامه |
اللّهم ارزقنا عملاً صالحاً يُقرّبنا إلى رحمتك، ولساناً ذاكراً شاكراً لنعمتك، وثبتنا اللّهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، إلهي ربح الصائمون، وفاز القائمون، ونجا المخلصون، ونحن عـبيدك المذنبون، فارحمنا برحمتك، وجُدْ علينا بفضلك ومِنَّتك، واغفر لنا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلّ الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
4اللّهم إنا نسألك حبّك، وحبّ من يحبّك، وحبّ العمل الذي يقرّبنا إلى حبّك، وأصلح ذات بيننا، وأَلِّف بين قلوبنا، وانصرنا على أعدائنا، وجنّبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأقوالنا ما أحييتنا، وبارك لنا في أزواجنا وذرّياتنا ما أبقيتنا، واجعلنا شاكرين لنعمك برحمتك يا أرحم الراحمين | اللّهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللّهم اجعلنا في هذه الليلة من الذين نظرت إليهم وغفرت لهم ورضيت عنهم، اللّهم اجعلنا في هذه الليلة من الذين تُسلّم عليهم الملائكة |
---|---|
وأشارت إلى أنه عن عطاء عن ابن عباس : ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من بني إسرائيل حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر، فعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك وتمنى ذلك لأمته، فقال : "يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا وأقلها أعمالا ؟" فأعطاه الله ليلة القدر، فقال : « ليلة القدر خير من ألف شهر» التي حمل فيها الإسرائيلي السلاح في سبيل الله ، لك ولأمتك إلى يوم القيامة | قال شيخ الإسلام رحمه الله: "فهذه العلامة التي رواها أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر العلامات في الحديث، وقد روي في علاماتها "أنَّها ليلة بلجة منيرة" وهي ساكنة لا قوية البرد ولا قوية الحر، وقد يكشفها الله لبعض النَّاس في المنام أو اليقظة فيرى أنوارها أو يرى من يقول له: هذه ليلة القدر، وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبيَّن به الأمر، والله تعالى أعلم" الفتاوى |
وهذا حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يشترط العلم بها في حصول هذا الأجر.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ : قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي | للمزيد من الفضائل حول ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: |
---|---|
وهنا مسألة نبه إليها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو تخصيص ليلة القدر بعمرة، فقال: "ونقول تخصيص تلك الليلة بدعة؛ لأنَّه تخصيص لعبادة في زمن لم يخصصه الشارع، والذي يخصص في ليلة القدر القيام الذي قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: « من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدَّم من ذنبه»، ولم يقل: من اعتمر، بينما قال: « عمرة في رمضان تعدل حجَّاً» |
فاطر: 29-30 ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» رواه مسلم، أي يشفع لك بالطاعة والإيمان ويقول القرآن يا رب إني حرمته النوم فشفعني فيه، ولا يزال كذلك حتى يشفع فيه.
8