حكم الرياء. فصل: ما حكم الرياء؟

فإذن المراءاة بما ليس من العبادات قد تكون مباحة، وقد تكون طاعة، وقد تكون مذمومة، وذلك بحسب الغرض المطلوب بها سعيد بن علي بن وهف القحطاني، نور الإخلاص وظلمات إرادة الدنيا بعمل الآخرة في ضوء الكتاب والسُّنَّة، السعودية: مطبعة سفير، صفحة 19-21
والأدلة في هذا الباب كثيرة جداً على بطلان صلاة من صلى رياء للناس ما هو حكم الرياء في الإسلام يعرف الرياءى بأنه أحد الأمور التي ينهى الإسلام المسلمين عنها، وحكم الرياء في الغسلام أنها تعد من الشرك الأصغر، وذلك يعود لأن الإنسان يشرك في عبادته أحد غير الله تعالى، ومن الممكن أن يصل الرياء إلى الشرك الأكبر

والرياء المحض هذا لا يكادُ يصدرُ من مؤمن في فرضٍ معين ك والصيام وأيضاً يصدرُ في الصدقةِ الواجبة أو وغير ذلك من الأعمال الظاهرة التي تتعدى إنفاعها، فيجب أن يكون الإخلاصُ فيها عزيزٌ ومثل هذا الفعل لا يُشكك المسلم أنّه حابطٌ وبأنّ صاحب هذا الفعل يستحقُّ المقت من الله.

10
حكم الرياء
الجواب: الرياء أن يعمل العبد عملاً صالحاً ليراه الناس فيمدحوه به ويقولوا: هذا رجل عابد، هذا رجل صالح وما أشبه ذلك، وهو مبطل للعمل إذا شاركه من أوله، مثل أن يقوم الإنسان ليصلي أمام الناس ليمدحوه بصلاته، فصلاته هذه باطلة لا يقبلها الله -عز وجل-، وهو نوع من الشرك
الرياء وأنواعه
والمقصود من الرياء هنا هو الرياء الذي يكون في العبادات، وهو من الشرك كما جاء في الحديث، وأما في غير العبادات فقد يدخلها نوع من الرياء، لكن حكمه ليس كحكم الرياء في العبادات، بل قد يكون مباحا، وقد يكون طاعة، وقد يكون مذموما، وذلك بحسب الغرض المطلوب كما بين ذلك الغزالي ـ رحمه الله ـ في الإحياء حيث قال: فإن قلت فالرياء حرام أو مكروه أو مباح أو فيه تفصيل؟ فأقول: فيه تفصيل، فإن الرياء هو طلب الجاه، وهو إما أن يكون بالعبادات أو بغير العبادات، فإن كان بغير العبادات فهو كطلب المال، فلا يحرم من حيث إنه طلب منزلة في قلوب العباد، ولكن كما يمكن كسب المال بتلبيسات وأسباب محظورات، فكذلك الجاه، وكما أن كسب قليل من المال هو ما يحتاج إليه الإنسان محمود فكسب قليل من الجاه، وهو ما يسلم به عن الآفات أيضا محمود، وهو الذي طلبه يوسف عليه السلام حيث قال: إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ، وكما أن المال فيه سم ناقع ودرياق نافع فكذلك الجاه، وكما أن كثير المال يلهي ويطغي وينسى ذكر الله والدار الآخرة فكذلك كثير الجاه بل أشد، وفتنة الجاه أعظم من فتنة المال، وكما أنا لا نقول تملك المال الكثير حرام فلا نقول أيضا تملك القلوب الكثيرة حرام إلا إذا حملته كثرة المال وكثرة الجاه على مباشرة ما لا يجوز، نعم انصراف الهم إلى سعة الجاه مبدأ الشرور كانصراف الهم إلى كثرة المال، ولا يقدر محب الجاه والمال على ترك معاصي القلب واللسان وغيرها، وأما سعة الجاه من غير حرص منك على طلبه، ومن غير اغتمام بزواله إن زال فلا ضرر فيه، فإذن المراءاة بما ليس من العبادات قد تكون مباحة، وقد تكون طاعة، وقد تكون مذمومة، وذلك بحسب الغرض المطلوب بها
أحكام الراء
فقد جاء في حدِّ الرياء المذموم، هو أن يعمل المسلم أمراً بعبادتهِ لغير وجه الله تعالى، بقصد اطلاعُ الناس على عبادتهِ، وكماله حتى يكون له منهم مال أو جاه أو ما يُشبه ذلك
وقال ابنُ حجر في وصف الرياء: وهو أن يُظهر شخصاً ما العبادة عن طريق العمد، من أجل رؤية الناس لها ويحمدوا صاحبها الإجابة: من الشرك الأصغر، لأن الإنسان أشرك في عبادته أحداً غير الله، وقد يصل إلى الشرك الأكبر، وقد مثَّل رحمه الله للشرك الأصغر بـ: "يسير الرياء"، وهذا يدل على أن كثير الرياء قد يصل إلى الشرك الأكبر
قال إبراهيم النخعي : إذا أتاك الشيطان وأنت في صلاة ، فقال : إنك مراء فزدها طولا ، وأما ما روي عن بعض السلف أنه ترك العبادة خوفا من الرياء ، فيحمل هذا على أنهم أحسوا من نفوسهم بنوع تزين فقطعوا ، وهو كما قال ، ومن هذا قول الأعمش كنت عند إبراهيم النخعي ، وهو يقرأ في المصحف فاستأذن رجل فغطى المصحف ، وقال : لا يظن أني أقرأ فيه كل ساعة ، وإذا كان لا يترك العبادة خوف وقوعها على وجه الرياء فأولى أن لا يترك خوف عجب يطرأ بعدها مثال ذلك : أن يبتدئ الصلاة مخلصاً بها لله تعالى ، ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية ، فتبطل الصلاة كلها لارتباط أولها بآخرها

الأمر الثاني : أن يطمئنَّ إلى هذا الرياء ولا يدافعه : فحينئذٍ تبطل جميع العبادة ؛ لأن أولها مرتبط بآخرها.

11
ما يبطل الصدقة من المن والأذى ومن الرياء
الجواب: الرياء من الشرك الأصغر؛ لأن الإنسان أشرك في عبادته أحدًا غير الله، وقد يصل إلى الشرك الأكبر، وقد مثل ابن القيم -رحمه الله- للشرك الأصغر بـ يسير الرياء وهذا يدل على أن كثير الرياء قد يصل إلى الشرك الأكبر
ما هو حكم الرياء
ومن أخلص عمله لله ولم يراع الناس به فإن الله تعالى يعطف القلوب عليه ويثنى عليه من حيث لا يشعر، فأوصي إخواني المسلمين بالبعد عن الرياء في عباداتهم البدنية كالصلاة والصيام، والمالية كالصدقة والإنفاق، والجاهية كالتظاهر بأنه مدافع عن الناس قائم بمصالحهم وما أشبه ذلك
فصل: ما حكم الرياء؟
ولهذا امتدح الله -عز وجل- الذين ينفقون أموالهم في السر وفي العلانية: في السر في موضع السر، وفي العلانية في موضع العلانية
قال أبو الفرج بن الجوزي : فأما ترك الطاعات خوفا من الرياء فإن كان الباعث له على الطاعة غير الدين فهذا ينبغي أن يترك ؛ لأنه معصية ، وإن كان الباعث على ذلك الدين وكان ذلك لأجل الله عز وجل مخلصا فلا ينبغي أن يترك العمل ؛ لأن الباعث الدين ، وكذلك إذا ترك العمل خوفا من أن يقال : مراء ، فلا ينبغي ذلك لأنه من مكايد الشيطان الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الرياء المحرم إنما يختص بالعبادات المحضة كالصلاة ونحوها، وأما الأمور المباحة - كطلب الرزق، والعلوم الدنيوية كالهندسة- فطلب المكانة والجاه بها ليس محرما بإطلاق -كتحريم طلب الجاه بالعبادات-، بل قد يكون ذلك مباحا، وقد يكون طاعة، وقد يكون مذموما، وذلك بحسب الغرض المطلوب، كما بين ذلك الغزالي في الإحياء حيث قال: فإن قلت: فالرياء حرام أو مكروه أو مباح، أو فيه تفصيل؟ فأقول: فيه تفصيل، فإن الرياء هو طلب الجاه، وهو إما أن يكون بالعبادات، أو بغير العبادات، فإن كان بغير العبادات فهو كطلب المال، فلا يحرم من حيث إنه طلب منزلة في قلوب العباد، ولكن كما يمكن كسب المال بتلبيسات وأسباب محظورات، فكذلك الجاه، وكما أن كسب قليل من المال هو ما يحتاج إليه الإنسان محمود، فكسب قليل من الجاه، وهو ما يسلم به عن الآفات أيضا محمود، وهو الذي طلبه يوسف عليه السلام حيث قال: إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ، وكما أن المال فيه سم ناقع، ودرياق نافع، فكذلك الجاه، وكما أن كثير المال يلهي ويطغي، وينسي ذكر الله والدار الآخرة، فكذلك كثير الجاه بل أشد، وفتنة الجاه أعظم من فتنة المال، وكما أنا لا نقول تملك المال الكثير حرام، فلا نقول أيضا تملك القلوب الكثيرة حرام، إلا إذا حملته كثرة المال، وكثرة الجاه على مباشرة ما لا يجوز، نعم انصراف الهم إلى سعة الجاه مبدأ الشرور، كانصراف الهم إلى كثرة المال، ولا يقدر محب الجاه والمال على ترك معاصي القلب واللسان وغيرها، وأما سعة الجاه من غير حرص منك على طلبه، ومن غير اغتمام بزواله إن زال، فلا ضرر فيه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد ذكرنا في الفتوى رقم: ، أن الأعمال الدنيوية العادية لا يدخلها الرياء المنهي عنه في الأعمال الصالحة أي العبادات، ونقلنا قول الشيخ علي بن خضير الخضير في كتابه المعتصر في شرح كتاب التوحيد: الرياء خاص في الأعمال الصالحة قال الله -تبارك وتعالى- في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» ولا شك أن المرائي مشرك مع الله؛ لأنه يريد بذلك ثناء الله عليه وثواب الله ويريد أيضاً ثناء الخلق، فالمرائي في الحقيقة خاسر؛ لأن عمله غير مقبول، ولأن الناس لا ينفعونه؛ لقول النبي-صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: «واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك»

حكم الرّياء بعد انقضاء العبادة السؤال: ما حكمُ الرِّياء إذا كان بعد الفراغ مِن العمل، مثال: أن يصومَ أحدُهم مخلصًا لله، ثمَّ يطرأ عليه الرِّياء فيتظاهر بالتَّعَبِ لإظهارِ صومه ؟ الجواب:على كلِّ حالٍ الصّومُ تَمَّ، وأجرُهُ ثَبَتَ، وفِعْلُهُ الأخير مذموم، لكن لا يظهر أن له أثرٌ في بطلانِ عملِه، لكن كونه يَدَّعي.

ما هو الرياء
حكم الرياء في الأعمال الدنيوية
على كلِّ حال يعني تظاهرُه بأنَّه صائمٌ وإخبارُه بأنه صائمٌ رياءً هذا مذمومٌ وقبيحٌ، أمَّا صيامُهُ فقد تَمَّ
دخول الرياء على العبادة
قال ابن رجب الحنبلي: واعلم أن العمل لغير الله أقسام فتارة يكون الرياء محضا بحيث لا يراد به سوى مراءاة المخلوقين لغرض دنيوي كحال المنافقين في صلاتهم كما قال تعالى: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلا{اًالنساء: 142}