ورواه ابن ماجه عن أحمد بن سنان ، عن كثير بن هشام ، به | { وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } أي: عليم بمن يشكر النعمة، فيوفقه لها، ممن لا يشكرها، ولا تليق به، فيضع فضله، حيث تقتضيه حكمته |
---|---|
خشية أن تصيبوا قوما برآء بجناية منكم, فتندموا على ذلك | فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء سواء ، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية ، وهي طاعة الله ومتابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ; ولهذا قال تعالى بعد النهي عن الغيبة واحتقار بعض الناس بعضا ، منبها على تساويهم في البشرية : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أي : ليحصل التعارف بينهم ، كل يرجع إلى قبيلته |
كما ان كتاب المقتصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء للكاتب ابو يحيي زكريا الانصاري من الكتب القيمة في احكام الوقف والابتداء.
16ويعد السبب الرئيسي لنزول تلك السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قدِمَ رَكْبٌ منْ بنِي تميمٍ على النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ أبو بكرٍ أَمِّرْ القَعْقَاعَ بنَ مَعْبَدِ، وقالَ عمرُ بلْ أمِّرْ الأقْرَعَ بنَ حَابسٍ، فقالَ أبو بكْرٍ ما أردْتَ إلى أو إلَّا خلافِي، فقالَ عمرُ ما أرَدْتُ خلافَكَ، فَتَمَارَيَا حتى ارتفعتْ أصِواتُهمَا | وقد رواه ابن جرير ، عن يونس ، عن ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، به ولفظه : " الناس لآدم وحواء ، طف الصاع لم يملئوه ، إن الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا عن أنسابكم يوم القيامة ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم " |
---|---|
وقد روى الطبراني عن عبد الرحمن أنه سمع رجلا من بني هاشم يقول : أنا أولى الناس برسول الله |
{ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ } أي: لا يعير أحدكم أخاه، ويلقبه بلقب ذم يكره أن يطلق عليه وهذا هو التنابز، وأما الألقاب غير المذمومة، فلا تدخل في هذا.
سبب نزول آياتٍ من سورة الحجرات ورد عن ابن كثير -رحمه الله- في سبب نزول قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ، أنّ النبي عندما بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط لجمع صدقات بني المصطلق، وعندما سار الوليد في طريقه رجع منه إلى الرسول، وادّعى أنّ الحارث بن ضرار الخزاعي أراد قتله، فأرسل الرسول في طلب الحارث، وعندما اجاب النداء وقدم إلى مع أصحابه، وأخبروه أنّه منع الزكاة ولم يؤدّها للوليد بن عقبة، فأنكر الوليد ذاك وبيّن بأنّ الحارث لم يأته، فنزلت الآية المذكورة آنفاً | وفي هذا تحذير للمؤمنين أن يبتدعوا في الدين, أو يشرعوا ما لم يأذن به الله |
---|---|
حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو الأسود ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة قالت : ما أعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء من الدنيا ، ولا أعجبه أحد قط ، إلا ذو تقى | وقد وردت الأحاديث بذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال البخاري رحمه الله : حدثنا محمد بن سلام ، حدثنا عبدة ، عن عبيد الله ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أي الناس أكرم ؟ قال : " أكرمهم عند الله أتقاهم " قالوا : ليس عن هذا نسألك |
فقال : غيرك أولى به منك ، ولك منه نسبه.
17