يا عبد أعطيتك بالعطاء والمنع ومنعتك بالعطاء والمنع | مراقبة الوجل يخشى الزلل، ومراقبة الراجي يحسن الظن ويثق في الرحمة والعناية |
---|---|
وهكذا فالطريق إلى الله كما يقول الإمام الغزالي: أوله علم وأوسطه عمل وآخره موهبة | فلا يصرفنك العطاء إلى الفرح بالأشياء فتنسى المعطي المنعم، ولا يصرفنك الحرمان إلى القنوط فتنسى القابض المقتدر |
ومناسبة ذلك ما رواه الترمذي والنسائي عن ابن عباس قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام فمر به أبو جهل فقال : يا محمد ألم أنهك عن هذا ، وتوعَّده ، فأغلظ له رسول الله ، فقال أبو جهل : يا محمد بأي شيء تهددني؟ أما والله إني لأكثر أهل هذا الوادي نادياً ، فأنزل الله تعالى : { فليدع ناديه سندع الزبانية } يعني أن أبا جهل أراد بقوله ذلك تهديدَ النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يغري عليه أهل نادِيه.
23عَبْدًا إِذَا صَلَّى 10 عَبْدًا إِذَا صَلَّى نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْل لَعَنَهُ اللَّه تَوَعَّدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّلَاة عِنْد الْبَيْت فَوَعَظَهُ تَعَالَى بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَن أَوَّلًا | العبد يسأل وفق علم العبد وشروط العبد وإمكانات العبد والرب يستجيب وفق علم الرب وتقدير الرب وإمكانات الرب الله يعلمنا: ربما سألتني التوفيق في عمل … ولو أجبت طلبك لكان شراً عليك، ولما دعوتني بعدها خوفًاً من ضرر يلحقك أكبر، ولما سميتني محسناً… وكيف أكون محسناً وقد حرمتك بإجابتي دعوتك كما طلبت من خير أكبر قدرته لك في علمي وادخرته لك في أوانه |
---|---|
و إسلام الممارسات البدنية منزوع الروح، وإيمان القناعات العقلية يتردى لأدنى شبهة، والإحسان وحده هو باب اليقين |
وكتب { سندع } في المصحف بدون واو بعد العين مراعاة لحالة الوصل ، لأنها ليست محل وقف ولا فاصلة.
29ويطلق النادي على الذين ينتدون فيه وهو معنى قول أبي جهل : إني لأكثر أهل هذا الوادي نَادياً ، أي نَاساً يجلسون إليَّ يريد أنه رئيس يصمد إليه ، وهو المعني هنا | |
---|---|
هنا ، وفي ثنايا هذا الاندماج القلبي الروحي مع المهمة الجبارة الدعوية بدأت تسري عندي حالة اجتهاد في تحديد المذهب الأخروي الذي يُسيّرني ويدفعني ، هي فرع من الاجتهادات الفقهية التي تـتمايز بها مذاهب الفقهاء ، وتشكلت لديّ وفي مُخيّلتي صورة الحياة التي اُريدها في الجنـّة ، وجعلت أقول لنفسي : ويحك من مشترٍ لشيء مجاني مبذول! العطاء عند الإنسان هو تلبية الاحتياجات: المادية والمعنوية | وقد روى ابن وهب ، عن حماد بن زيد ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ، قال ; عزائم السجود أربع ; ألم و حم تنزيل من الرحمن الرحيم والنجم و اقرأ باسم ربك |
لو أردت تحقيق ما طلبت تماماً كما طلبت… لفاتك الكثير، ولكان هذا وبالاً عليك.
4