نعم، هذه القوّامية حينما تنسب إلى المقام عليه إذا كان إنساناً عاقلاً، فيؤمَر ويُنهى، باعتبار أنّ المحافظة عليه وإدارة شؤونه تحتاح إلى شيء من الأمر والنهي، فلا تدلّ الآية على أمر الزوج ونهيه لزوجته في كلّ شيء حتى تنافي سلطنتها على مالها وتصرّفاتها | |
---|---|
وقد ذكر المولى عز وجل لهذه القوامة سببين اثنين أولهما: وهبي |
الفهم الخاطئ من جهته، أوضح الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أن كثيراً من الناس يفهمون معنى القوامة التي جعلها الله للرجال على النساء فهما خاطئاً، حيث يفسرونها بما يرضي نزعتهم الذكورية التي تجنح إلى التميز والتسلط وعلو المكانة على الأنثى، ولترسيخ هذا الفهم يولع بعض الناس بالاستشهاد بنصوص من القرآن والسنة بعد تفسيرها تفسيراً يدلل على هذا التميز والتسلط للرجال على النساء، ومن أبرز النصوص التي يستشهدون بها لرفع مكانة الرجال وخفض منزلة النساء ولا سيما الزوجات، قول الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى? وأضاف وكيل الأزهر: «للأسف حوّل بعض الرجال معنى «القوامة» التي تعني مسؤولية الرجل عن المرأة وحمايته لها مع ما في ذلك من إسعاد لها، إلى ما يرضي أهواء كثير منهم ويكدر على المرأة حياتها ويورثها آلاما نفسية تخشى إن أفصحت عنها تكون قد أظهرت تبرمها من أحكام شريعته، ألم يقرأ هؤلاء قول الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَ? بينما المعنى الخاص للقوامة والذي وردت به الآية الكريمة يذهب للقوامة الزوجية أي قوامة الرجال على زوجاتهم من النساء التي ورد ذكرها في النصوص الشرعية والتي بات الكثير من الرجال يستخدمون ذلك النص القرآني ويفهمونه خطئ ولذلك لابد من بيان معناه الحقيقي ومقصد الشرع منه لكي يتم تصحيح المفاهيم الخاطئة والوقوف على معناه الصحيح.
16ليست القوامة لتشريف الرجل على المرأة، وإنما هي في الحقيقة من الأمور التكليفية الخاصة به، كما أنه ليس في ذلك انتقاصاً من قيمة المرأة وقدرها ومنزلتها، فالإسلام جعل القوامة من نصيب الرجل بالنظر إلى أمرين أساسيين، الأول منهما الفطرة التي تتعلق بقوة الإرادة، ورجحان عقله على عاطفته، بينما ترجّح العاطفة على العقل لدى المرأة، ممّا يزرع في نفسها شدّة التأثّر والانفعال، لتؤدي ما عليها من واجبات الأمومة والحضانة بأفضل صورةٍ، والسبب الثاني يتمثّل بالكسب، أي أن الرجل مكلّف بنفقات الزواج، وثمّ بالإنفاق على الزوجة والأولاد، والإسلام قابل ذلك بإعطائه حق القوامة، وفي المقابل فإنّ الإسلام زوّد المرأة بالقدرات التي تتميّز فيها عن الرجل، منها: التحلّي بشكل أكبر من الرجل، والقدرة على التحمّل، والرغبة بالنسل والولد، والقدرة العالية على السهر والقيام على أمور الأبناء إن كان أحدهم مريضاً مثلاً، والقدرة العالية ايضاً على تحمّل الأوجاع والآلام بسبب ما تعانيه من آلام ، والحمل، والولادة | هذه هي طبيعة المرأة ولذلك المجتمعات التي جربت خروج النساء لاقت ما لاقت من الويلات، أضف إلى ذلك أنه إرهاق للاقتصاد، فالإحصاءات التي ظهرت من الأمم المتحدة تقول: إن البلاد التي تعمل فيها المرأة تكون عبئًا على الاقتصاد وعلى الدخل القومي بنسبة أربعين بالمائة؛ لأنهم يحتاجون إلى مربية وإلى خادمة ونحو ذلك |
---|---|
وإليك المعاني التي ذكرها اللغويون لمادة "قوّام": 1 ـ ففي المصباح المنير: "قام بالأمر، يقوم به، قياماً، فهو قوّام وقائم" ، فهذه الجملة تشهد على أنّ قوّام بمعنى قائم، أي صيغة مبالغة لمعنى قائم | اهـ وفيه دِلالةٌ واضحةٌ من هذا الوجه على ثُبوتِ فسخ النكاح عند الإعسارِ بالنفقةِ والكِسوةِ؛ وهو مذهبُ مالكٍ والشافعيِّ |
.