لا حسد إلا في اثنتين. Qaala Rasul Allah (saw)

صرح بهذا السيوطي في شرحه سنن ابن ماجه، فقال: «لا حسد إلا في اثنتين» المراد به الغبطة؛ لأن الحسد لا يجوز في شيء، والمعنى أن الأليق بالغبطة على وجه الكمال هذان الشيئان، وإلا فكل خير يغبط عليه " فالله تبارك وتعالى لم يمكن المشركين أن يفعلوا به وهو ميت ما أبى أن يفعلوه معه وهو حي إكراماً له
روى البخاري عن أبي هريرة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا حسد إلا في اثنتين: رجل عَلَّمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جارٌ له فقال: ليتني أوتيتُ مثلما أُوتي وقد ثبت - أيضا - في حديث يزيد بن عبد العزيز عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي سعيد، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فهو يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا، لفعلت كما يفعل، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه في حقه، فهو يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا، لفعلت كما يفعل»

.

شرح حديث لا حسد إلا في اثنتين
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارضى عنا، وأقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا مولانا رب العالمين، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعناً مباركاً مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوما، ولا تجعل فينا ولا منا ومعنا شقياً ولا محروماً، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
شرح حديث لا حَسَدَ إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا
لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ، بمعنى: أنه أنفقه والنفع، وما يكون فيه مرضاة لله ، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها ، يعني: العلم، وبعضهم فسره بالقرآن، والمعنى متقارب يدعي بعض المغرضين بطلان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين؛ رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها»
موضوعات في التربية
ذكر ابن بطال ما يؤكد أن الحسد المذكور في الحديث محمود، وليس من جنس الحسد المذموم، فقال: "هذا الحسد الذي أباحه -صلى الله عليه وسلم- ليس من جنس الحسد المذموم، وقد بين -صلى الله عليه وسلم- ذلك في بعض طرق هذا الحديث، فقال فيه: تمن، فرآه رجل - يعني - ينفق المال ويتلو الحكمة -، فيقول: ليتني أوتيت مثل ما أوتي ففعلت مثلما يفعل، فلم يتمن أن يسلب صاحب المال ماله، أو صاحب الحكمة حكمته، وإنما تمنى أن يصير في مثل حاله من تفعل الخير، وتمني الخير والصلاح جائز، وقد تمنى ذلك الصالحون والأخيار، ولهذا المعنى ترجم البخاري لهذا الباب بقوله: "باب الاغتباط في العلم والحكمة"؛ لأن من أوتي مثل هذه الحالة ينبغي أن يغتبط لها ويتنافس فيها"
شرح حديث لا حسد إلا في اثنتين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار فهل معناه مثلا عندما أقول إن ابني حافظ القرآن فإن العين لا تحسده لأنني أفتخر به وبحفظه كثيرا من السور أمام الناس فيقولون لي لا تتحدثي فإن كان في المعاصي أو كان بالمعنى الذي لا يجوز فهو يندرج تحت قوله صلى الله عليه وسلم: ، فهنا لا تنافسوا، أي: في الحسد المذموم، وهو أن تتمنى أن يزيل الله النعمة عن أخيك وأن يؤتيكها، بخلاف الغبطة والتي هي أن تتمنى مثل ما لغيرك من الخير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزنا اتبعاه، وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا اجتنابه، واجعلنا مما يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين معنى تلو: التِّلْوُ ؛ الفطيم أو الرضيع الذي يتبع أمه قبل الفطام نسميه تِّلْوٌ

ما هي الحكمة من ذكر رحمه الله لهذه الجملة؟ حتى يبين أن قول رضي الله عنه لا مفهوم له، ما هو معنى: لا مفهوم له؟ أي: حتى لا يتصور أحد أن رضي الله عنه يقول: تفقهوا قبل أن تسودوا، أي: قَصَرَ الفقه على ما قبل السيادة، حتى لا يتوهم أحد أنه إذا صار سيداً لا يتفقه.

جامع بيان العلم وفضله/باب قوله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين
موضوعات في التربية
فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
لا حسد إلا في اثنتين
فالذي يقدم المعروف ولا يتأسى به كمثل الشمعة أو السراج يضيء للناس الطريق لكنه يحرق نفسه وهو لا يدري، فالذي يؤتيه الله تبارك وتعالى العلم ثم يرزقه العمل بهذا العلم هو الذي يستحق الحسد، وهذا قيد مهم، ورد فيه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أي: يعمل بها، وفي نفس الوقت يعلمها الناس