مبحث العروض في الشعر النبطي لا يتوقف عند حد حصر الأوزان بل ينبغي أن يتعداه إلى إيجاد وسيلة صحيحة لتقطيع أبيات القصيدة النبطية ومحاولة إرساء قواعد عروضية تتماشى مع الطبيعة اللغوية والإيقاع اللفظي للشعر النبطي | ومما يزيد المشكلة تعقيدا أن الزحافات والعلل في الشعر النبطي لا تحكمها نفس القواعد التي تحكم زحافات الشعر الجاهلي وعلله، مما يعني أن علينا أن نسعى إلى اكتشاف هذه الزحافات والعلل وبلورة قواعدها العروضية وصياغتها صياغة منطقية |
---|---|
لكن عودة الحركات القصيرة لتحريك السواكن في تقطيع اللفظ العامي محكوم بقوانين النظام المقطعي للنطق العامي، التي تختلف إلى حد ما عن القوانين التي تحكم حركات التشكيل والإعراب في النطق الفصيح | ويترتب على هذه القاعدة زيادة بعض الحروف أوحذفها عند الكتابة العروضية كما يلي : أولا : الأحرف التي تزاد عند الكتابة العروضية : 1 التنوين : بجميع صوره يكتب نونا ساكنة مثل : علم علما علم تكتب عروضيا هكذا : علمن علمن علمن |
والزحافات ظاهرة عروضية تتواءم مع البنية المقطعية في اللغة الفصحى لكنها لا تتوافق مع البنية المقطعية في لغة الشعر النبطي، لأنها تفترض السماح لتتالي مقطعين قصيرين وتجاورهما، وهذا ممكن في الشعر الفصيح ولكنه غير ممكن في الشعر النبطي المتأخر.
ويتبين لنا من تقطيع الشعر أن التقاء السواكن الذي نلاحظه في اللفظ المنثور ليس إلا ظاهرة سطحية تعكس البناء الفوقي للإيقاع اللغوي | ولربما أننا لو وسعنا دائرة البحث وكثفنا الجهد ومسحنا كمّاً أكبر من الأشعار لوجدنا أمثلة نسد بها بعض هذه الفجوات |
---|---|
البيت الشعري عروضيا البيت هومجموعة كلمات صحيحة التركيب موزونة حسب علم القواعد والعروض تكوّن في ذاتها وحدة موسيقية تقابلها تفعيلات معينة | وبعضهم يسميه «الخَبَب»؛ لأنه إذا خبن أسرع به اللسان في النطق فأشبه خَبَبَ السير، وبعضهم يسميه «ركض الخيل»؛ لأنه يُحاكي وَقْعَ حافر الفرس على الأرض، بل يُحاكي ضرب الناقوس، وليس أدل على تعليل ذلك إلا قول سيدنا علي، في تأويل «دقَّة الناقوس»، حين مرَّ براهب وهو يضربه، لجابر بن عبد الله: أتدري ما يقول هذا الناقوس؟ فقال: الله ورسوله أعلم |
المقطع القصير والمقطع الطويل يردان في بداية الشطر وكل منها عبارة عن مقطع مضاف إليه ساكن ملصق ببدايته.
5