تختلف الكتب السماوية في. ما هي الكتب السماوية

ــ الإيمان بأن الله تعالى قد تعهَّد وتكفَّل بحفظ القرآن الكريم من التَّحْرِيفِ وَالتَّغْيِير، قال الله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ الحجر:9 ، قال ابن كثير: "قرر تعالى أنه هو الذي أنزل الذِكْر، وهو القرآن، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل وخلال العقود الأخيرة بدأت أتردد على هذه الكتب باستمرار، أقرأ وأعيد فهم ما فيها
والإنجيل كذلك كتاب سماويّ أنزله الله سبحانه وتعالى على سيّدنا عيسى بن مريم، عندما أرسله إلى بني إسرائيل بعد سيّدنا موسى عليه السّلام، قال سبحانه وتعالى: وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ سورة الحديد، 27 ، وقال سبحانه وتعالى: وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ سورة المائدة، 46 «لماذا أنزل الله الكتب السماوية؟ وما الحكمة من وجودها؟»، قد يبدو السؤالان السابقان مثار تعجب واستغراب عند أهل الإيمان، الذين تربوا على التسليم دون السؤال عما وراء الأفعال الإلهية، انطلاقًا من قوله سبحانه: «ولا تقف ما ليس لك به علم» الإسراء:36

فالغاية إذاً هي الدعوة إلى دين الإسلام، وإلى عبادة الله وحده لا شريك له.

26
ما هي الكتب السماوية
كتاب التوراة: كتاب البيت على سيدنا موسى عليه السلام حيث قال الله تعالى: نزلنا فيه
الإيمان بالكتب السماوية
وفي الحقيقة يمكننا تفهم طرح مثل هذا السؤال، ليس بدافع التشكيك حول قضية مركزية لا يصح إيمان العبد إلا بها، ولكن تلبية لحاجة من يقف خارج الإطار الإيماني ويعيش في وديان الكفر القاحلة، من الذين لم يذوقوا طعم الإيمان ولا فهموا معاني الإسلام، ولا أدركوا طبيعة الرسالات السماوية، ونضرب هنا المثل بالقبائل البدائية التي قد تستغني بمبدأ «الكتب المقدسة» بأقوال زعمائهم ورجال دينهم، وبالمارقين عن الديانات كلها من أصحاب المذاهب المادية الباطلة التي تشربت نفوسهم كبرا وغرورا بالعقل البشري، حتى ظنوا قدرتهم على الاستغناء عن التنزل السماوي لهذه الكتب العظيمة
تختلف الكتب السماوية في
والحمد لله ربِّ العالمين الشيخ محمد صنقور
وفيما عدا الأصول تختلف الكتب السماوية في الشرائع والأحكام، والثمرة التي يجنيها المسلم من إدراك ذلك استجلاء الحكمة الإلهيّة الشاملة حيث جعل لكل قومٍ ما يُناسب زمانهم ومكانهم وطباعهم، قال تعالى :{ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } المائدة: 48 ، وكان من مقتضى ذلك أن يحدث النسخ بين الكتب السماوية المختلفة، فجاء نسخ التوراة لبعض شرائع الإنجيل ، جاء في الآية الكريمة: { و مصدقا لما بين يدي من التوراة و لأحل لكم بعض الذي حرم عليكم} آل عمران : 50 ، ونسخت آيات القرآن الكثير من الأحكام الواردة في الكتب السماويّة السابقة كما هو معلوم، وهذا النسخ الحاصل بين هذه الكتب يبيّن أن ما كان منسوخاً فخيريّته و نفعه محدد بالزمان الذي كُلّف العباد به في وقته، كما أنه يُظهر التدريج الذي حصل في الأحكام، وإذا كانت شريعة الإسلام نسخت إجمالاً شرائع من كان قبلنا علمنا أن النسخ ليس مما يعسر فهمه داخل شريعتنا أيضا قال السعدي: "أي: لا يقربه شيطان من شياطين الإنس والجن، لا بسرقة، ولا بإدخال ما ليس منه به، ولا بزيادة ولا نقص، فهو محفوظ في تنزيله، محفوظة ألفاظه ومعانيه، قد تكفل من أنزله بحفظه"
وها نحن نرى في أيامنا هذه ضلال البشرية، يقصدون كتاب الله قصد التعرف عليه واستكشاف مكنوناته، فإذا بهم يصلون إلى الحق وإلى سبيل الهدى دون مرشد من الدعاة والمصلحين، لتتجلى لنا حقيقة أن الكتب السماوية فيها الكفاية لمن أراد الهداية، وبالله التوفيق رسائل في العقيدة لمحمد إبراهيم الحمد — بتصرف — ص 290

وبالتأمل في واقع هذه الكتب السماوية ومضامينها، وتوزيعها الزمني والمكاني، وعند النظر في تتابعها ومراحل تنزيلها، ومواقف المكلّفين منها يستخرج المؤمن جملةً من الدروس والفوائد التي تعود عليه بالنفع في واقعه ومآله، ودنياه وآخرته.

اختلاف الكتب السماوية
والمنة في إنزال الكتب السماوية واضحة للتفاوت بين عقول البشر في إدراك الحسن والقبيح، ولقصور عقولهم عن الإحاطة الشاملة بكل الحقائق، ولذلك يقول الله تعالى: «لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين» آل عمران:164
لا تعارض بين الكتب السماوية والشعر والفيزياء
وكذلك الجمع بين الأختين كان سائغاً،
لا تعارض بين الكتب السماوية والشعر والفيزياء
ودرسٌ آخر يقدّمه الإيمان بالكتب السماويّة، وهو أن من شرائع الدين ما لا يسعنا فيه إلا الإيمان المجمل دون أن نتكلّف في التطلّع إلا ما لا نعلمه من حقائقها وتفصيلاتها، فالله سبحانه وتعالى ذكر لنا في موضعٍ واحد فحسب من القرآن الكريم ما يُثبت لنا تنزّل الكتاب على خليل الله إبراهيم عليه السلام، ذلك هو قوله تعالى: { صحف إبراهيم وموسى} الأعلى:19 ، ولم يقع في أيدينا شيء من هذه الصحف ولا علمنا طرفاً من أخبارها أو شيئاً من محتوياتها، ومع ذلك فإنه لا يسعنا سوى التسليم واليقين بنزولها عاملين بمقتضى الأمر الإلهيّ: { ولا تقف ما ليس لك به علم} الإسراء:36 ، ويُقال مثل ذلك فيما لم يرد فيه من الله خبرٌ كمسألة موطن خروج يأجوج ومأجوج وموعد خروجهم، وبهذا اليقين المنضبط والقائم على التسليم نُجافي مسالك أهل التأويل الذين يحاولون ليّ أعناق النصوص واستنطاقها بما لم تقله ومحاولة ربطها بما يستجدّ من الأحداث ولو لم يكنْ ثمّة رابطٌ حقيقي!
والله سبحانه وتعالى لم يترك الناس حيرى، بل رسم لهم معالم الطريق الذي يسلكونه لتحصل لهم النجاة والفوز في الدارين، كل ما ينبغي عليهم هو الرجوع إلى هذه الكتب السماوية ليجدوا فيها بغيتهم، ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم-: فما جاء في التوراة مفصلا بروائية عالية التفاصيل نجده في القرآن معروضا ولكن بإيجاز يصل في الكثير من الأحيان إلى الرمزية، ولولا تفاسير رجال الدين لأصبح القرآن غريبا على البشر، ولاشترطت قراءته قراءة التوراة والإنجيل معا
فوائد: ـ الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى، وذُكِرَتْ في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة وهي: الصحف، والتوراة، والزبور، والإنجيل، والقرآن ، منها الْمَسْمُوع من الله سبحانه مِنْ وراء حجابٍ بدون واسطة، ومنها ما نزل على الرُّسُل بواسطة جِبْرِيل عليه السلام، وَمِنْهَا ما كتبه الله بيده، قال الله تعالى: { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} الشورى: 51 ، وقال تعالى: { وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} الأعراف: 145 ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احتَجَّ تَحَاجَّ آدَمُ و موسى، فقال موسى : يا آدَمُ أنت أبونا، خيَّبْتَنا وأخرَجْتَنا مِن الجَنَّة، فقال آدَم: أنتَ موسى ، اصطفاكَ اللهُ بكلامه، وخطَّ لك التَّوراة بيدِه، تلُومُني على أمرٍ قدَّرَهُ علَيَّ قبْلَ أن يخلُقَني بأربعين سنَة؟ فحجَّ آدَمُ موسى رواه أبو داود وصححه الألباني

وللاثنين علاقة ديالكتيكية وديناميكية في آن واحد، فلا وجود لأحدهما دون الآخر، فليس هناك أي مكان دون زمان والعكس أيضا صحيح.

«مهيمن» على الكتب السابقة وشاهد عليها بشرائعه وتعاليمه
قصة نزول الإنجيل لم يذكر المولى عز وجل في القرآن الكريم أي شيء عن نزول الإنجيل على موسى عليه السلام، إلا أن أهل العلم يذكرون أن جبريل عليه السلام كان يوحي لجميع الأنبياء عليهم السلام
أولا: مواضع الاتفاق
ومن جملة ما نستفيده كذلك إظهار نعمة الله العظيمة على هذه الأمة حيث جعل كتابها المنزل عليها مشتملاً على إرث الكتب السابقة، فكل ما فيها من نور وهدى، وخير وصلاح، وحكمة ورشاد، فللقرآن منها نصيبٌ وافرٌ وزيادة فضل، وهذا من التوريث المذكور في قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فاطر:32 ، يقول الإمام القرطبي في تفسيره: " وكأن الله تعالى لما أعطى أمة محمد —صلى الله عليه وسلم- القرآن، وهو قد تضمن معاني الكتب المنزلة ، فكأنه ورّث أمة محمد عليه الصلاة والسلام الكتاب الذي كان في الأمم قبلنا"
الإيمان بالكتب السماوية
ومما تميزت به الشريعة الخاتمة أنها عامة لجميع الناس إلى قيام الساعة، بخلاف الشرائع الأخرى، فهي خاصة بقوم دون قوم، أو فترة دون فترة