والسعادة -أيها الأحبة- ليست في أكلة يأكلها الإنسان، ولا في منظر يُشاهده، ولا في أريكة يتكئ عليها، فهذا البائس والله لو أجلسته على آرائك منسوجة بالذهب والفضة، وأطعمته الفالوذج فإنه يبقى زاهدًا في ذلك كله، وفي حال من البؤس والمعاناة | اللهم من أراد بنا شراً فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره |
---|---|
وانظر إلى حال أهل الإيمان بقدر ما عندهم والموفق من وفقه الله، الذي يأتي لا يؤذن المؤذن إلا وهو في المسجد، اسألوه عن الراحة التي يجدها والطمأنينة والنعيم الذي يجده في قلبه |
إذًا هي عند الله أقل من جناح البعوضة بما فيها من هذه الثروات والمعادن والذهب والفضة، وهذه المراكب البرية، والبحرية، وناطحات السحاب، والعِمران الواسع، والزروع والدواب، كل ذلك من أوله إلى آخره، من أول الدنيا إلى آخرها، الدنيا بأكملها لا تساوي جناح بعوضة، لو كانت تساوي ما سقى منها كافر شربة ماء.
1دعاء حفظ الوطن من الفتن مكتوب الوطن ليش شئ مادى نلمسه بل نراه بقلوبنا وعواطفنا، فهو المكان الذى حولنا ويتواجد فى ذاكرتنا بشكل دائم مهما تغربنا وابتعدنا عنه | إذًا لا تغتر بما يُعطى للكفار هو أقل من جناح بعوضة، فلا يُفتن أهل الإيمان بما يُعطى لهؤلاء من ألوان النعيم واللذات والتمكين والثروات، وسابقًا قوة الاقتصاد، وأما الآن فتعرفون ما يعصف باقتصادهم، وما يُعانونه ويُكابدونه، لكن كل ذلك لا يساوي عند الله جناح بعوضة، فلا يغتر المؤمن إذا عرف هذا، هذا من جهة هو قليل فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثم لو نظرنا أيضًا إلى عمر الإنسان حينما يُمتع هذا الإنسان المُمتع كما يعيش إلى ستين إلى سبعين إلى ثمانين إلى تسعين إلى مئة، وإذا وصل إلى المئة تلاشت قواه، وبدأت خلايا المخ تضعف، أو تموت، وينسى كل شيء، ولا يعرف حتى زوجته وأولاده، إذا جالس وقال من هذا؟ من أنت من هذا الرجل الذي جالس؟ ويجلس ويتحدث ويُعيد الكلام مرة بعد مرة، ثم يُعيد ويسألك مرة أخرى ويقول لك من أنت، فتُخبره ثم ما يلبث أن يلتفت ويقول من أنت؟ بعد ما كان في غاية الذكاء وحضور الذهن، هذه الحياة الدنيا إذا عُمر الإنسان |
---|---|
فهذا العطاء إذا كان العبد على حال غير مرضية فمعناه أنه استدراج | فهذه الحياة يُنسيها غمسة واحدة بما فيها من نعيم أو بؤس، فما قيمة هذه الحياة التي نحرص عليها ونحزن من أجلها، ونتهافت على تحصيل حُطامها، ويبقى الإنسان في قلق من المُستقبل بزعمه وأحزان على الفائت هذا كله لا يستحق غمسة واحدة تُنسيك كل شيء |
.
2