حسده أخوته، فقام نفر منهم إلى أبيهم، فقالوا: يا أبانا إنك قد جعلت أولادك يحرسون بالنوبة، وما أحد منهم إلا قائم بما عليه ما خلا سليمة، فإنه اضعف همة وأعجز منّة، وإنه إذا جنّه الليل في ليلته يعتزل عن الفرسان، ويتشاغل بالنوم والغفول عما يلزمه، إلا ان مالك لم يقتنع بذلك، ورد الأبناء المحاولة حتى ملأ الشك قلبه | |
---|---|
فلما استَدَّ ساعدُه رَماني" في لسان العرب لابن منظور ورد أنَّ رواية اشتدَّ تصحيفٌ وليست بشيء | بعد أن توالت الأيام، قرر مالك أن يجعل أبناءه يتناوبون على حراسة المدينة، حيث كان كل واحد منهم يقوم بالحراسة ليلًا، وكان أقرب أولاده إلى قلبه أصغرهم سليمة الذي كان ابنه الوحيد من زوجته الجديدة ابنة ملك عمان حينها عثمان بن عمران ، حيث كان يدربه في صغره فنون القتال واستخدام السيف والرمح، حتى تعلّم وأصبح رجلًا واشتد قوامه وانضم لإخوته في حراسة المدينة، حيث كان قد خُصص له يومًا كأخوته للحراسة |
إلخ ولسليمة شعر قاله ندمًا على رمايته لأبيه.
28قد يقال: لماذا نسب السداد للساعد دون غيره؟ وقد عرفنا معنى سداد الرمية وسداد رأي الرجل، فما معنى سداد الساعد؟ فيقال في هذا: إن الرامي إذا أراد أن يرمي أمسك قوسه بيد وأمسك السهم في الوتر بيده الأخرى، فاليد التي يمسك بها السهم ليس لها أثر في سداد الرمية، إنما يكون أثرها في قوة النزع وضعفه | |
---|---|
فَلمَّـا اشْتَدَّ سَاعِدُه رَمَانِي قالَ أبو حيَّان التَّوحيديُّ في كتابِهِ « الصَّداقة والصَّديق 291 »: هكذا أنشدَنا عليُّ بن عيسَى الرُّمَّانيُّ بالشِّينِ، وردَّ السِّينَ انتهى |
.
1