كان -رضي الله عنه- فارس قريش في زمانه، وقد قال عنه عثمان بن طلحة رضي الله عنه: كان ابن الزبير لا يُنازَع في ثلاثة: شجاعة، ولا عبادة، ولا بلاغة | وبهذا يتبين أن عبد الله بن الزبير هو أول مولود من المهاجرين بعد الهجرة إلى المدينة، وأن عبد الله بن جعفر أول مولود في الإسلام قبل الهجرة إلى المدينة |
---|---|
أول من ولد في أنصار الإسلام بعد الهجرة | كان ابن الزبير مقيماً بالمدينة حتى توفى معاوية، وتولى ابنه يزيد الخلافة، ورفض ابن الزبير مبايعته، فأرسل إليه يزيد بجيش من الشام، حاصره أربعة وستين يوماً، يتقاتلون فيها أشد القتال، حتى جاء نعي يزيد، فتوقف القتال، وأعلن ابن الزبير أنه أحق الناس بالخلافة فبايعه أهل تهامة والحجاز، والبصرة والكوفة، ومصر واليمن وخراسان أميراً للمؤمنين |
خلافته بويِعَ بالخلافة بعد موت يزيد، وأطاعه أهل الحجاز، ، والعراق، وخراسان، واستمرّت خلافة ابن الزبير إلى أن ولي الخلافة عبد الملك بن مروان، فجدّد عمارة الكعبة، وأدخل فيها الحجر، فلما قُتل ابن الزبير أمر أن تُعاد عمارة الكعبة إلى ما كانت عليه أولًا، ويخرج الحجر منها؛ ففعل ذلك وهذه هي العمارة الباقية.
الله سبحانه وتعالى ، وتشير الروايات إلى أن النعمان بن بشير قتل في حمص حيث قتله قومه عندما دعاوا الناس إلى مبايعة عبد الله بن الزبير ، فانتقلوا إلى قوم بيرين ، والله تعالى أعلم | قسم ابن الزبير الدهر على ثلاث ليال، فليلة قائم، وليلة راكع، وليلة ساجد حتى الصباح، وقال مجاهد: كان ابن الزبير إذا قام للصلاة كأنه عمود، وهو الخشوع في الصلاة، وما كان باب من العبادة إلا تكلفّه ولقد جاء سيل بالبيت، فرأيته يطوف سباحة |
---|---|
أوّل مولودٍ في الإسلام بعد الهجرة بعد وصول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بوقتٍ قصيرٍ إلى ، وفي السنة الأولى للهجرة، وضعت أسماء بنت أبي بكرٍ مولودها: عبد الله بن الزبير، فكان ابنها أوّل مولودٍ بعد الهجرة في المدينة المنوّرة، وفي الذي تتحدّث فيه أسماء -رضي الله عنها- عن حادثة ولادة ابنها عبد الله تقول أسماء: فخرجت وأنا متم، فأتيت المدينة فنزلت بقباء، فولدته بقباء، ثمّ أتيت به النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثمّ تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثمّ حنكه بتمرة، ثمّ دعا له وبرك عليه، وكان أول مولودٍ في الإسلام ، وفي روايةٍ أخرى يُذكر فيها أنّ النبيّ -عليه السّلام- هو من سمّاه عبد الله، ففي : فأخذه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منها فوضعه في حِجرِه، ثم دعا بتمرةٍ، قال قالت عائشةُ: فمكثْنا ساعةً نلتمِسُها قبل أن نجدَها، فمضغَها، ثم بصقَها في فيه، فإنَّ أولَ شيءٍ دخل بطنَه لَرِيقُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم قالت أسماءُ: ثم مسحَه وصلَّى عليه وسمَّاه عبدَ اللهِ، ثم جاء، وهو ابنُ سبعِ سنينَ أو ثمانٍ، ليبايعَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأمره بذلك الزبيرُ، فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين رآه مُقبلًا إليه، ثم بايعَه | نشأ عبد الله بن الزبير نشأة طيبة، وتنسم منذ صغره عبق النبوة، وكانت خالته السيدة عائشة رضي الله عنها تُعنَى به وتتعهده، حتى كنيت باسمه، فكان يقال لها: أم عبدالله، لأنها لم تنجب |
وصلى الله عليه وسلم ، وبشره بحياته ، وأن هذا الطفل سيموت شهيدًا ويدخل الجنة بإذن.
28