قارون من قوم. أين كنوز قارون

والأجذال: جمع جذلى بكسر الجيم وسكون الذال وهو ما عظم من أصول الشجر المقطع ، يجعل حطبًا ووقودًا للنار وقال خيثمة : وجدت في الإنجيل أن مفاتيح خزائن قارون وقر ستين بغلا غراء محجلة ، وأنها لتنوء بها ثقلها ، وما يزيد مفتح منها على إصبع ، لكل مفتح منها كنز مال ، لو قسم ذلك الكنز على أهل البصرة لكفاهم
وقال شهر بن حوشب : زاد في ثيابه شبرا طولا ترفعا على قومه والمراد بالقوم بعضهم إما جماعة منهم وهم أهل الموعظة وإما موسى عليه السلام أطلق عليه اسم القوم لأن أقواله قدوة للقوم فكأنهم قالوا قوله

ونرى أن قول العرب: "ما ساءك وناءك" من ذلك، ومعناه: ساءك وأناءك، إلا أنه ألقى الألف، لأنه متبع لساءك، كما قالت العرب: أكلت طعامًا، فهنأني ومرأني.

25
قارون
وما حكاه القرآن يبين سبب نُشُوء الحسد في نفسه لموسى لأن موسى لما جاء بالرسالة وخرج ببني إسرائيل زال تأمّر { قارون } على قومه فحقد على موسى
البداية والنهاية/الجزء الأول/قصة قارون مع موسى عليه السلام
وضحت الآيات السابقة أنّ قارون كان ثرياً وغنياً ولكنه كان ظالماً لقومه وأمواله غرّته تكبر وبغى في الأرض، ولم توضّح الآيات السابقة كيف بغى قارون على قومه، فقام بعض قومه بنصحه وإرشاده بالتوقف عن الظلم والتصدق من أمواله والعمل لآخرته ولكن لم يزده ذلك إلا تجبراً وتكبراً وظلماً ، فقد كان يعتقد أنّ أمواله لا تبيد ولا تنتهي وأنه ليس بحاجة لعبادة الله فهو يمتلك كل شيء ونسي أن الله من أعطاه الملك، كان يقول أنّ هذا المال صنعه بعلمه وقدرته وأنكر فضل الله عليه في هذه النعمة، فالله سبحانه وتعالى انتقم للناس فخسف به الأرض وبأمواله
قارون
قلت: وجعل المؤلف البيت في القلب نظير الآية ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أي ما إن العصبة أولي القوة تنوء وتعجز عن حمله، كما قال أبو عبيدة
وعلى هذا القلب استشهد به المؤلف، وهو كالشاهدين قبله والكنوز : جمع كنزل وهو المال الكثير المدخر ، و مَآ موصولة
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا جابر بن نوح, قال: ثنا أبو روق, عن الضحاك, عن ابن عباس لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ قال: العصبة: ما بين الثلاثة إلى العشرة وقال آخرون: ستون, وقال: كانت مفاتحه تحمل على ستين بغلا

وأصله من بغى الجرح ، إذا ترامى إليه الفساد.

24
البداية والنهاية/الجزء الأول/قصة قارون مع موسى عليه السلام
خسف الله سبحانه وتعالى الأرض بقارون وماله وبيته لما تجبّر وطغى وتكبّر، وفتن الناس في قومه، وأنكر فضل الله سبحانه وتعالى عليه، فانشقت الأرض وابتلعت أمواله وبيته وخزائنه وأصبح بعد ذلك ضعيفاً وفقيراً، وهكذا ينتصر الله سبحانه وتعالى للناس من كل جبّار وظالم، فقارون تجبّر في الأرض وظلم أبناء قومه ونسي أنّ عقاب الله شديد، فتعجّب الناس وخافوا من عقاب الله تعالى، كانوا يتمنّون الحصول على مال قارون وبعد ذلك شكروا الله على نعمه وتضّرعوا بالدعاء إلى الله بأن يحميهم من الخسف والعذاب
قارون
هذا هو أصل المعنى، ولكن الشاعر قلب المعنى
أين كنوز قارون
آنان که خواستار زندگی دنیوی بودند
وقال الضحاك : بغى عليهم بالشرك ويجوز أن تكون { إن } لمجرد الاهتمام بالخبر ومناط الاهتمام هو مجموع ما تضمنته القصة من العبر التي منها أنه من قوم موسى فصار عدواً له ولأتباعه ، فأمره أغرب من أمر فرعون
وقال مجاهد أيضا : معنى لا تفرح : لا تبغ إن الله لا يحب الفرحين أي الباغين وقال ابن بحر : لا تبخل إن الله لا يحب الباخلين «بِالْعُصْبَةِ» متعلقان بالفعل «أُولِي» صفة العصبة «الْقُوَّةِ» مضاف إليه «إِذْ» ظرف زمان «قالَ» ماض مبني على الفتح «لَهُ» متعلقان بالفعل «قَوْمُهُ» فاعل والجملة في محل جر بالإضافة «لا تَفْرَحْ» مضارع مجزوم بلا الناهية والفاعل مستتر والجملة مقول القول «إِنَّ» حرف مشبه بالفعل «اللَّهَ» لفظ الجلالة اسمه «لا» نافية «يُحِبُّ» مضارع فاعله مستتر «الْفَرِحِينَ» مفعول به والجملة الفعلية خبر إن ، والجملة الاسمية تعليل لا محل لها

وعن أبي رزين لقيط بن عامر العُقيلي أحد الصحابة أنه قال «يكفي الكوفة مفتاح» أي مفتاح واحد ، أي كنز واحد من المال له مفتاح ، فتكون كثرة المفاتيح كناية عن كثرة الخزائن وتلك كناية عن وفرة المال فهو كناية بمرتبتين مثل :.

قارون
البداية والنهاية/الجزء الأول/قصة قارون مع موسى عليه السلام
These were the people who thought that the real truth was to earn and amass maximum wealth
قارون
وأفرحه : سره ، فهو مشترك