لست أدري سائل الفجر: أعند الفجر طين ورخام؟ واسأل القصر ألا يخفيه، كالكوخ، الظّلام واسأل الأنجم والرّيح وسل صوب الغمام أترى الشّيء كما نحن نراه؟ | |
---|---|
لست أدريالفكر:ربّ فكر لاح في لوحة نفسي وتجلّىخلته منّي ولكن لم يقم حتّى تولّىمثل طيف لاح في بئر قليلا واضمحّلاكيف وافى ولماذا فرّ منّي؟لست أدريأتراه سابحا في الأرض من نفس لأخرىرابه مني أمر فأبى أن يستقرّاأم تراه سرّ في نفسي كما أعبر جسراهل رأته قبل نفسي غير نفسي؟لست أدريأم تراه بارقا حينا وتوارىأم تراه كان مثل الطير في سجن فطاراأم تراه انحلّ كالموجة في نفسي وغارافأنا أبحث عنه وهو فيها،لست أدريصراع وعراك:إنّني أشهد في نفسي صراعا وعراكاوأرى ذاتي شيطانا وأحيانا ملاكاهل أنا شخصان يأبى هذا مع ذاك اشتراكاأم تراني واهما فيما أراه؟لست أدريبينما قلبي يحكي في الضّحى إحدى الخمائلفيه أزهار وأطيار تغني وجداولأقبل العصر فأسى موحشا كالقفر قاحلكيف صار القلب روضا ثمّ قفرا؟لست أدريأين ضحكي وبكائي وأنا طفل صغيرأين جهلي ومراحي وأنا غضّ غريرأين أحلامي وكانت كيفما سرت تسيركلّها ضاعت ولكن كيف ضاعت؟لست أدريلي إيمان ولكن لا كأيماني ونسكيإنّني أبكي ولكن لا كما قد كنت أبكيوأنا أضحك أحيانا ولكن أيّ ضحكليت شعري ما الذي بدّل أمري؟لست أدريكلّ يوم لي شأن ، كلّ حين لي شعورهل أنا اليوم أنا منذ ليال وشهورأم أنا عند غروب الشمس غيري في البكوركلّما ساءلت نفسي جاوبتني:لست أدريربّ أمر كنت لّما كان عندي أتّقيهبتّ لّما غاب عنّي وتوارى أشتهيهما الّذي حبّبه عندي وما بغّضنيهأأنا الشّخص الّذي أعرض عنه؟لست أدريربّ شخص عشت معه زمناألهو وأمرحأو مكان مرّ دهر لي مسرى ومسرحلاح لي في البعد أجلى منه في القرب وأوضحكيف يبقى رسم شيء قد توارى؟لست أدريربّ بستان قضيت العمر أحمي شجرهومنعت النّاس أن تقطف منه زهرهجاءت الأطيار في الفجر فناشت ثمرهألأطيار السّما البستان أم لي؟لست أدريرب قبح عند زيد هو حسن عند بكرفهما ضدّان فيه وهو وهم عند عمروفمن الصّادق فيما يدّعيه ، ليت شعريولماذا ليس للحسن قياس؟لست أدريقد رأيت الحسن ينسى مثلما تنسى العيوبوطلوع الشّمس يرجى مثلما يرجى الغروبورأيت الشّر مثل الخير يمضي ويؤوبفلماذا أحسب الشرّ دخيلا؟لست أدريإنّ هذا الغيث يهمي حين يهمي مكرهاوزهور الأرض تفشي مجبرات عطرهالا تطيق الأرض تخفي شوكها أو زهرهالا تسل : أيّهما أشهى وأبهى؟لست أدريقد يصير الشوك إكليلا لملك أو نبّيويصير الورد في عروة لص أو بغيّأيغار الشّوك في الحقل من الزّهر الجنّيأم ترى يحسبه أحقر منه؟لست أدريقد يقيني الخطر الشّوك الذي يجرح كفّيويكون السّمّ في العطر الّذي يملأ أنفيإنّما الورد هو الأفضل في شرعي وعرفيوهو شرع كلّه ظلم ولكن | ويتسأل أيضاً حول التسيير والتخيير وهل هو الذي يتحكم في نفسه أم أن عناك من يتحكم فيه؟ وهكذا تتناسل الأسئلة من أحشاء بعضها بعضاً على هيئة تفكر حوار، يختم في آخر المقطع بإجابة: لستُ أدري |
يَذُمّهَا النّاسُ وَيَحْمَدونَهُ يا مَاءُ هَلْ حَسَدْتَنَا مَعِينَه.
جئت، لا أعلم من أين، ولكنّي أتيت ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ لست أدري أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود أتمنّى أنّني أدري ولكن… لست أدري وطريقي، ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟ هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور أأنا السّائر في الدّرب أم الدّرب يسير أم كلاّنا واقف والدّهر يجري؟ لست أدري ليت شعري وأنا في عالم الغيب الأمين أتراني كنت أدري أنّني فيه دفين وبأنّي سوف أبدو وبأنّي سأكون أم تراني كنت لا أدرك شيئا؟ لست أدري أتراني قبلما أصبحت إنسانا سويّا أتراني كنت محوا أم تراني كنت شيّا ألهذا اللّغز حلّ أم سيبقى أبديّا لست أدري… ولماذا لست أدري؟ لست أدري البحر: قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟ هل صحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا؟ أم ترى ما زعموا زوار وبهتانا وإفكا؟ ضحكت أمواجه مني وقالت: لست أدري أيّها البحر، أتدري كم مضت ألف عليكا وهل الشّاطىء يدري أنّه جاث لديكا وهل الأنهار تدري أنّها منك إليكا ما الذّي الأمواج قالت حين ثارت؟ لست أدري أنت يا بحر أسير آه ما أعظم أسرك أنت مثلي أيّها الجبار لا تملك أمرك أشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك فمتى أنجو من الأسر وتنجو؟ | تترامى بالمائج الصّخاب لا ترى تحتهّن غير وجود |
.
26