فينبغي للمؤمن أن يحفظ الله حتى يحفظه، احفظ الله بحفظ طاعته، واتِّباع شريعته، يحفظك مما تكره، ويحفظك في الآخرة من دخول النار | فأنت في الدنيا غريب، خذ منها حاجتك التي تُوصلك إلى الآخرة، خذ منها ما يُعينك على طاعة الله: من المحافظة على الصَّلوات الخمس، صيام رمضان، الزكاة، الحج، برّ الوالدين، عيادة المريض، الحذر من المعاصي، كل هذه التي تُعينك على الآخرة افعلها، والشيء الذي يصدّك عن الطريق اتركه، لا تأتي الذي يصدّك ويقطعك عن الطريق |
---|---|
كذلك من يقع في الشبهات فهو مقترب من الحمى ودانٍ منه، وهو على وشك أن يقع في الحرام، لأن حمى الله محارمه فهو -يعنى الواقع في الشبهات- مثله كمثل هذا الراعي الذي يرعى حول الحمى | أرقت البارحة، فقال: " إني وجدت تحت جنبي تمرة فأكلتها، وكان عندنا تمر من تمر الصدقة فخشيت أن تكون منه" أخرجه أحمد وقال الهيثمي: رجاله موثوقون |
والفروج الأصل فيها المنع أيضاً احتياطاً لها؛ لشدة حرمتها، وحفظاً للأنساب، حتى يثبت أن هذا العقد قد صح بالطريقة الشرعية، وما عدا ذلك يكون من الأمور المباحة.
والأخذ بأبعد أمدٍ أبرأ للدين والعرض وأبعد عن ارتكاب الأمر المشتبه وأخذ بنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «فمَنِ اتَّقَى الشبهاتِ فقد استبرأ لدينِه وعرضِه» | ومن هذا أيضا، الاختلاف في العدة للمطلقة هل هي ثلاث حيضات أو هي ثلاث أطهار؟ انقسم أصحاب المذاهب الأربعة إلى قسمين: المالكية والشافعية يقولون إن العدة ثلاثة أطهار، فإذا مضى الطهر الذي طلقها فيه، ثم الطهر الذي بعده، ثم دخلت في الطهر الثالث يقولون إنها حلَّت للأزواج بمجرد أنها تدخل في الطهر الثالث |
---|---|
وحين حرم الخمر لعن فيها كل من يشارك أو يساهم فيها من قريب أو بعيد لعن الله في الخمر عشرة | ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله |
موضوع الحلال والحرام من أهم قضايا الإسلام التي تدعو إلى التفقه والتدبر الدائم ؛ لأن عليها مدار الدين كله ،في قواعده ومقاصده ، في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات.
23