فهذا طاغية يسمى النمرود بن كنعان ادعى أنه قادر على إحياء الموتى مضاهيا بذلك رب العزة والجلال ، فما كان من إبراهيم عليه السلام إلا أن طلب منه فعلا آخر من أفعال الرب — جل جلاله — وهو تسيير الشمس من المشرق إلى المغرب ، فعجز ، وبهت ، ولم يستطع إلى ذلك سبيلا ، قال تعالى : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين } البقرة :258 ، وقد ذكر أهل التفسير : أن الله عز وجل ابتلى النمرود بذبابة دخلت رأسه وجعلت تطن ، وهو يحاول إخراجها ، لكن دون جدوى ، فما كان منه إلا أن أمر عبيده أن يضربوا رأسه بالنعال ، إلى أن مات ، فهذا الذي ادعى إحياء الموتى قد عجز أن يميت ذبابة على صغر حجمها ، وقربها منه ، وإيذائها له ، فكيف تصح دعواه بعد ذلك ؟! فيكون معنى الرب الخالق المالك، الذي بيده الخلق والأمر كله | ووحَّد نفسه في الأمر والنهي، فلا حكم إلا لله الحكيم العليم |
---|---|
فتوحيد الربوبية : هو إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والملك والتدبير والإحياء و الإماتة ، ونحو ذلك |
.
4العبادة أيها الإخوة: لا تقتصر كما يفهم بعض الناس على الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، بل العبادة أوسع معنى من هذا وأشمل ، فالعبادة تعني: كل عمل يقصد به التعبد، والتعبد هو: الذل، والخضوع، والطاعة لله تعالى ، فطاعة الشيطان عبادة له، والسجود لشيء عبادة له، ومحبة الشيء محبة تعبدية عبادة له، والذبح عبادة، والنذر عبادة، والاستغاثة عبادة، والدعاء كله عبادة، وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: الدعاء هو العبادة وذلك مصداقاً لقوله تعالى : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين | وإذا كان هذا الخطاب للنبي والأنبياء من قبله عليهم الصلاة والسلام جميعاً فهو من باب أولى ان يكون لنا |
---|---|
وأشركوا مع الله اله يعبد , وقالوا مانعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى | قول ابْن عَبَّاس — رَضِي الله عَنْهُمَا — في تفسير قَوْل الله تعالى {وَمَا يُؤمن أَكْثَرهم بِاللَّه إِلَّا وهم مشركون} قَالَ: سلهم من خلقهمْ وَمن خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض؛ فَيَقُولُونَ: الله |
مؤرشف من في 11 فبراير 2017.