انسه منشن. هادئة أخطو نحو الأربعين: قصاصات امرأة عزباء

نضجتُ ومعي نضجت رغباتي واختياراتي قررت البدء بجلسات إرشاد مع مختصة، توصلت فيها إلى أن الكثير من الأسئلة في حياتي بحاجة لإجابة، وما من طريقة أفضل لنبش الماضي والحاضر وتفكيكهما كالاستعانة بالإرشاد والدعم
لكن ماذا لو كانت هذه الوحدة تؤلمه؟ ماذا لو كانت تشغله ذات مجموعة الأسئلة التي تشغلني؟ لكنّه رجل وبذا فالسياق مختلف رسمت مشاعر الألفة والقرب والفهم بينهما القوالب التي وضعت فيها أحلامي ونسجت منها صفات رجل المستقبل الذي أبتغيه

ماذا لو؟ رغبةً منهنّ في إيجاد حلّ للمشكلة -التي لم تثر هلعي بعد- تنوعت اقتراحات الصديقات.

24
هادئة أخطو نحو الأربعين: قصاصات امرأة عزباء
ثم بدأت مرحلة الاستفهامات الأولى عندما تشاركت مقاعد الدراسة مع صديقات يعشن علاقات عاطفية أو خُطبن أو تزوجن في عطلة صيفية بعيدة
هادئة أخطو نحو الأربعين: قصاصات امرأة عزباء
لا لتطبيقات المواعدة، لا للجلوس في المقاهي والبحث عن معجب سرّي، لا لتوصيات العجائز وشطرنج التوفيق بين أبناء عمومة لا يعرفون شيئًا عن بعضهم البعض
هادئة أخطو نحو الأربعين: قصاصات امرأة عزباء
كلّ مرة تبتكر إحداهن سيناريو للحل، تذكّرني بجبني وترددي، وأشعر فورًا بأنني في سباق لم أختر الدخول إليه، فكانت «لا» أكثر كلمة رددتها في العشرينيات
شرعت في محاولات متخبطة لفهم هذا النظام، لكني سريعًا ما خرجت من اللعبة لأعود لذاتي ولسنوات قادمة لقد كسرت كل المقاييس المحددة لك! ضحكت وأخبرتها بأنّني أنفر من هذه العبارات وأبحث عن إجابة لأسئلتي بدلًا منها
وتجنبت عمدًا الحديث عن حياتي العاطفية، وكانت هذه المشكلة الحقيقية: كنت ما أزال أهرب باختصار، لم تكن ثمة أجوبة بل تمارين وجلسات تأمل لتفكيك الصور النمطية التي تعلقت بها وشقّ ممر آمن أكتشف فيه نفسي من جديد

لا أذكر مثلًا أنّ والدتي حدثتني يومًا عن حياتي القادمة كيف ستكون؟ عن الزوج والأطفال والمنزل.

18
هادئة أخطو نحو الأربعين: قصاصات امرأة عزباء
اليوم وأنا أخطو نحو الأربعين، بعد ثمانية عشر عامًا من البحث والاكتشاف والانتباه، أتوقف عن طرح الأسئلة
هادئة أخطو نحو الأربعين: قصاصات امرأة عزباء
وهذا ما كان الجميع يقترحه عليّ بطرق لطيفة في البداية
هادئة أخطو نحو الأربعين: قصاصات امرأة عزباء
كنت أحلم بالعمل كمحققة أو باحثة تاريخية أو مذيعة راديو، ولم يكن ضمن أحلامي تكوين أسرة
مشغولة بالدراسة ومشغولة بتعلم مهارة جديدة وبتحقيق الشهرة ككاتبة واعدة متى ما تجاوزت المرأة العزباء الثلاثين، ترتفع التخمينات إلى السطح «ربما أنتِ المشكلة، لستِ كافية، لستِ مناسبة للحبّ أو الارتباط، مناسبة أكثر للرفقة والصداقة
كرّست سنواتي العشرين الأولى لتحقيق النجاحات الأكاديمية، وما كان لديّ من هدفٍ أسمى من احتلال موقع ضمن الثلاثة الأوائل في كل صفّ كانت تقول «كوني هادئة سيأتي

كم تبقى من الوقت للإنجاب؟ والركض خلف الأطفال وتربيتهم؟ كم تبقى من الوقت لاكتشاف العالم مع رفيق العمر قبل الذبول والتعب؟ كوني هادئة سيأتي حاولت مرشدتي تجنب الكليشيهات قدر الإمكان لكنها لم تستطع تجاهل كليشيه: احتفي بوحدتك! ومن مكاني هذا أنظر لكلّ الأصدقاء والمعارف الذين يجمعني بهم صندوق العمر كيف يحتفون بعزوبيتهم ويعزز لهم الآخرون بصورة نمطية تليق بهم: أنت رائع! عبرت كل الحواجز المطلوبة لاجتياز عتبة العشرين بنجاح: تفوق دراسي وحياة اجتماعية منتعشة وقبول في تخصص جامعي ممتاز.

28
هادئة أخطو نحو الأربعين: قصاصات امرأة عزباء
بدأتُ الجلسات بالحديث عن كلّ شيء، حياتي اليوم وقيمي وعلاقاتي ودوائري المختلفة
هادئة أخطو نحو الأربعين: قصاصات امرأة عزباء
أريد أن أكتب دون أن تظهر لي صورة آنسة منشن وأختها إيميليا بشخصيتيهما المتناقضتين والقاسم المشترك بينهما: عنوستهما
هادئة أخطو نحو الأربعين: قصاصات امرأة عزباء
» طلبت مني الاستعداد لكلّ السيناريوهات المتوقعة والرضا بها، يشبه كتابة قائمة طويلة لمباهج الحياة التي يمكنك الاستمتاع بها دونما الحاجة إلى رفيق