هذا دليل على وجود الله الخالق | قل لهم: حسبي الله وكافِيَّ، عليه يعتمد المعتمدون في جلب مصالحهم ودفع مضارهم، فالذي بيده وحده الكفاية هو حسبي، وسيكفيني كل ما أهمني |
---|---|
والكلام في مقتضيات الربوبية وما تثمره من ثمرات يفوق الحصر والعد، وما مضى إنما هو إشارات عابرة يقاس عليها غيرُها | وكل مخلوق له خالق، فهذا موجود حتى في فطرة الأعرابي، ولذلك قال العاقل منهم: البَعرة تَدلُّ على البَعير، والأثر يدلُّ على المسير، فسَماءٌ ذات أبراج، وأرضٌ ذات فجاج، وبحارٌ ذات أمواج، ألا يَدلُّ ذلك على اللطيف الخبير |
أما الأقانيم فإنهم عجزوا عن تفسيرها.
وكان لهذه الكلمة أثرها في نفس أبرهة، أما قريش فقد عجزت عن المواجهة وخرجت إِلى رؤوس الجبال حتى لا تصطدم مع جنود أبرهة، وأراد الله سبحانه وتعالى ألا يكون لأهل الشرك فضل على بيته فحماه سبحانه، حيث أرسل على أبرهة وجنوده: طيرًا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فهزم الله أبرهة وأهلك جنده وفيلته، ومات هو في طريق عودته إِلى صنعاء، وهذه الآية العظيمة مما زاد في مكانة البيت وتعظيم مكة والحرم عند العرب | وهناك تعريف آخر مختصر وهو توحيد الله بأفعاله |
---|---|
وكلامه هذا مجرد دعوى لم يَقُمْ عليها بينةٌ، ولا دليلٌ، بل كان هو نفسُه غير مؤمن بما يقول | فإذاً: لو قال قائل: أنتم ابتدعتم، كما قال بعض الجَهلة، قال: أنتم يامَن تَنتسبون للسَّلف أنتم مبتدعة، لأنَّكم قسَّمتم التوحيد إلى أقسام ثلاثة، أين الدليل على ذلك؟ نقول: عندنا تقسيم أربعة، وتقسيم اثنين، وتقسيم ثلاثة، بل عندنا أكثر من تقسيم إذا أردت، فمسألة التَّقسيم للتفهيم وليس تقسيم بنص، فلا يمكن الخروج عنه، ولا تغييره، فهذه مسألة لا بُّد من فهمها؛ لأنَّ بعض هؤلاء المبتدعة قد هاجموا أهل السُّنَّة، وكثُر الكلام أيضاً في هذا العصر كما في كتابات الضَّال حسن السَّقاف في قضية تبديع أهل السُّنَّة في مسألة التَّقسيم، هم يقولون هذا التقسيم: تقسيمٌ فنيٌ لأجل أن تُفهم القضية |
وأفعال العباد لا يخرجها شيء من عموم خلقه ـ عز وجل ـ.