المرتبة الرابعة: أحكام الشريعة الغراء في المعاملات والحدود، وإقامة حكم الله في أرض الله، لتجتمع الأحكام والأخلاق، وتجتمع العدالة والرحمة معًا؛ كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} وبذلك نكون قد أجبنا عن ما هي اعظم مراتب الدين الاسلامي الحنيف وهي المرتبة الأولى مرتبة الاعتقاد | إثبات مرتبة المشيئة فيدل على أن ما يقع من المعاصي، والطاعات يقع بمشيئة الله الكوني لحكمة يعلمها هو، ونذكر مثال لتقريب المقصود: تخيل بأن الشرطة تُراقب بائعاً للمخدرات، فهي تدعه يصنع ما يشاء إلى أن يقبضوا عليه مُتلبساً ببيعها، فهم لا يحبون فعله، ومع ذلك كانوا يتركونه يصنع ما يشاء تحت ناظرهم، وما فعل ذلك إلا بعد مشيئتهم، ولكنهم تركوه لحكمة، وهي أن يأخذوه بجرمه |
---|---|
مرتبة الخلق تُبين مرتبة الخلق بأن فعل العبد مخلوق لله تعالى، حيث إنّ الموجودات بين خالق ومخلوق ولا ثالث لهما، فالأفعال إما مخلوقة لله، وهذا هو الحق والصواب، وسار عليه الأشاعرة على تفصيل عندهم، وإما مخلوقة للعبد وهذا مذهب الاعتزال، وإما هي خالقة لا مخلوقة، وهذا أمر مُمتنع، لأنها كانت بعد أن لم تكن، ووُجدت بعد عدم، وما كان عدماً لا يمكن أن يوجد نفسه | الإيمان وهي المرتبة الثانية من مراتب الدين الاسلامي ، وهي جزء من الإسلام ، فإن كان الإسلام هو القيام بالأعمال الظاهرة والمادية الخاصة بالتقرب من الله ، فالإيمان يتعلق بالقلب ، وجاء في الحديث الشريف إن الإيمان ست اركان وتعلقه بحب الله تعالى ، ورسوله ، والتصديق بكل ما أنزله الله من أحكام إسلامية ، وتشريعات ، والتصديق باليوم الآخر ، والبعث ، والحساب ، وعذاب النار ، وثواب الجنة |
مرتبة المشيئة تُبين مرتبة المشيئة بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، والمقصود هنا المشيئة الكونية لا الشرعية، فالمراد من هذه المرتبة أن كل ما يقع مع الخلق هو بمشيئة الله، فليس هناك أمر يُعجزه، فلو لم يُرد للسارق أن يسرق لما سرق، ولكنه شاء ذلك لحكمة ما لا يعلمها غيره، فهو من شاء بأن يخرج إبليس عن طاعته، ويُضل الخلق في طريقهم إليه ليختبر عباده به، وليُعاقب إبليس بذنبه، وبذلك فكل ما وقع من العباد فهو تحت مشيئة الله، ونفي هذه المرتبة يستلزم إثبات العجز على الله، وأنه يقع في ملكه ما لا يشاء.
20مما سبق يتضح لنا ان مراتب الدين ليست في منزلة واحدة حيث إن الإسلامي هي الاحسان ، فإن كنت مسلم بالأعمال الظاهرة ، وتؤمن بالله وبما أنزله ففي هذه الحالة انت عبد مسلم مؤمن ، وان كنت مسلم بوحدانية الله ورسوله وتؤدي الأعمال التي تقربك من الله ، بالإضافة إلى ايمانك بالله من قلبك ، وعبادتك له ، وخشيتك منه كأنك تراه ، فأنت عبد مسلم مؤمن محسن | |
---|---|
ونسأل الله تعالى أن يجمع الأمة على الأخوة والإخلاص، كما قال ـ جلَّ شأنه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، فهو: أخاءٌ، وصلاحٌ، وإصلاح | مراتب القدر مرتبة العلم يعلم الله تعالى منذ الأزل ما سيكون، ويُعد هذا العلم دائماً، فلو تأخر للحظة للزم منه اتصاف الله بالجهل، وهو مُنزه عن ذلك، ولا يلزم من هذا إجبار الشخص على فعل أمر ما، ويُمثل بعض العلماء على ذلك بمُدرس يعرف أحوال طلابه فيعلم من الذي سينجح من غيره، ولا يعني ذلك إجباره للطالب الناجح أو الآخر، وهذا مثال للتقريب |
.
6