وحط المسلمون أثقالهم والخيل وقوف، وتقدم الراجلون وزحفوا إلى الفرس، وجاءت سحابة فأمطرت وراء صفوف المسلمين فنهلوا من غدرانها وتقوَّوا، وواجه المسلمون هرمز، فاتفق هرمز مع حاميته على أن يبارز خالداً ثم يغدروا به ويهجموا عليه، فبرز بين الصفين ودعا خالداً إلى البراز فبرز إليه، والتقيا فاختلفا ضربتين، واحتضنه خالد فحملت حامية هرمز على خالد وأحدقوا به، فما شغله ذلك عن قتل هرمز، وما أن لمح ذلك حتى حمل بجماعة من الفرسان على حامية هرمز، وكان خالد يجالدهم فأناموهم، وحمل المسلمون من وراء القعقاع حتى هزموا الفرس | الأوّاه لُقب أبو بكر بالأواه، وهو لقب يدل على الخشية والوجل من ، قال : «كان أبو بكر يسمى بالأواه لرأفته ورحمته» |
---|---|
وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء لشدة خشيته من الله، أما شاربه فقيل أنه كان طويلاً من أطرافه وقد روى ، قال: « حدثنا عبد الله بن حدثني أبي ثنا إسحق بن عيسى الطباع قال: "رأيت وافر الشارب فسألته عن ذلك فقال حدثني عن عامر بن أن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ"» | محاربة الردة في عمان والبحرين كان أهل قد استجابوا لدعوة الإسلام، ولكن بعد وفاة النبي محمد ادعى منهم رجل يقال له "ذو التاج" لقيط بن مالك الأزدي النبوة، وتابعه بعض أهل عمان فتغلَّب عليها، وكان عليها وعباد ابنا الجلندي، فألجأهما إلى أطرافها من نواحي الجبال والبحر، فبعث أبو بكر إلى جيفر أميرين هما: البارقي، وأرسل القرشي مدداً لهم، وبلغ لقيطَ بن مالك مجيءُ الجيش، فخرج في جموعه فعسكر بمكان يقال له ، وهي مصر تلك البلاد وسوقها العظمى، واجتمع وعباد ابنا الجلندي بمكان يقال له ، فعسكروا فيه وبعثا إلى أمراء أبي بكر فقدموا، فتقابل الجيشان هناك وتقاتلوا قتالاً شديداً، وابتلي المسلمون وكادوا أن يُولوا، فبُعث إليهم مددٌ من بني ناجية في جماعة من الأمراء، فلما وصلوا إليهم كان النصر للمسلمين، فولى المشركون مدبرين، ولحقهم المسلمون فقتلوا منهم عشرة آلاف مقاتل، وسبوا الذراري وأخذوا الأموال والسوق بحذافيرها |
قلت: "ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟" قال: " بلى"، قلت: "فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟"، قال: "إني ولست أعصيه وهو ناصري".
5وقيل أن الطاعون أصاب أيضًا فمات بشر كثير | قال: "وكان أحبهما إليه عمر" |
---|---|
كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل | » الذي مكث به النبي محمد وأبو بكر ثلاث ليال أثناء هجرتهما إلى |
وفاة النبي محمد توفي النبي محمد يوم سنة ، الموافق ليوم سنة.
28