وبعد مداولاتٍ في هذا الموضوع انتهى الصّحابة إلى أن يستقرِئ الصحابيّ الجليل آراء الناس من عامّة المسلمين في اختيار واحدٍ من الصحابيّين عليّ بن أبي طالب أو ، وبعد وفاة عُمر بن الخطاب وفي اليوم الرابع من وفاته نُودِي للصّلاة عامّةً، فاجتمع المسلمون في المسجد، فصعد عبد الرحمن بن عوف المِنبر وخطب في الناس، ثمّ نادى عليّاً بن أبي طالب وسأله: تُعاهِدني على كتاب الله وسُنّة نبيه وعلى ما كان عليه أبو بكرٍ وعمر؟ فأجابه : بأنّه لا يلتزم إلا بما كان باستطاعته من ذلك وبقدر ما يقدر، فترك عبد الرحمن بن عوفٍ يد عليّ بن أبي طالب، ثمّ نادى عثمان بن عفّان وسأله نفس السؤال، فأجاب عثمان: أنّه يوافق على ذلك، فقام وبايع عثمان بن عفان، ثمّ اجتمع المسلمون على عثمان وتهافتوا على مُبايعته، وبهذا أُسند أمر الخلافة إلى ، ليكون عثمان ثالث الخلفاء الرّاشدين | عدد الخلفاء الرّاشدين إنّ الذين أجمع المسلمون على تولّيهم بعد وفاة الرسول الكريم -عليه الصّلاة والسّلام- أربعة خُلَفاء، وأوّل من تولّى الخلافة بعد رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- هو الصحابيّ الجليل أبو بكرٍ الصدّيق، وبعد وفاة أبي بكرٍ تولّى الخلافةَ الفاروقُ عُمر بن الخطاب، ثمّ عثمان بن عفّان، وكان آخر عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنهم وأرضاهم جميعاً، والتّرتيب الذي تمّ إيراده للخلفاء هو ترتيبهم في الخلافة وترتيبهم في الفضل كذلك |
---|---|
وفي سنة ، ولّاه الخليفة على إمارة ، ثم ضم إليه ولاية سنة ، فصار والياً على كلها، ثم عُزل عنها وانتقل إلى | أمّا بالنسبة لخلافة عثمان وكيف انتقلت الخلافة إليه، فالخلاصة في هذا الموضوع أنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حينما أُصيب لم يعهد بالخلافة إلى شخصٍ بعينه، بل اختار ستّةً من أصحاب الرسول عليه الصّلاة والسّلام، وجعل موضوع اختيار شورى بينهم، وهم: ، وسعد بن أبي وقاص، والزُّبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وعليّ بن أبي طالب، |
يكنى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات ، حيث تزوج من ثم بعد وفاتها تزوج من.
26وقد كان سيّداً من سادات قريش، وغنيّاً، ومن كبار موسريهم، وكان من الأشخاص الذين حرّموا الخمر على أنفسهم في الجاهليّة، وكانت له في عصر النّبوة مواقف كبيرة، فقد شهد الحروب، واحتمل الشّدائد في سبيل الدّين، وبذل الأموال، وكان رفيق النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - عندما هاجر إلى المدينة، وإليه عهد النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - بالنّاس عندما اشتدّ به المرض، وبويع بالخلافة في اليوم الذي توفي فيه النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - سنة 11 للهجرة، وقد قام بمحاربة المرتدّين والممتنعين عن أداء الزكاة، ورفع دعائم الإسلام، وقد تمّ في أيّامه افتتاح بعض بلاد الشّام والعراق، وقد توفّي في ليلة الثّلاثاء، لثمان خلون من جمادى الآخرة، وهو ابن ثلاث وستّين سنةً، وكانت مدّة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصف | عليّ بن أبي طالب انتهى عهد خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بقتله، فاتّفق المسلمون على تولية -رضي الله عنه- الخلافة، وبهذا انتقلت الخلافة إلى الخليفة الرّاشد الرابع عليّ بن أبي طالب، -رضي الله عنه- هو ابن عمّ الرسول صلّى الله عليه وسلم، وأوّل من آمن به من الصّبيان، وهو أيضاً أخوه بالمُؤاخاة، وزوج ابنته رضي الله عنها، كما أنّه أحد العشرة المُبشَّرين بالجنّة، وأحد رواة الحديث؛ فقد روى خمسمئة وستّةً وثمانين حديثاً عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم |
---|---|
عثمان بن عفان: السياسات الاجتماعية: قام كلا من أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب بتأسيس بيت المال، كما قام عمر بن الخطاب بإنشاء مبنى حكومي ليقوم بإدارة اموال الدولة ، كما تم بناء وصيانة الطرق والجسور في عهد الخلفاء الأربعة | أسماء الخلفاء الأربعة منقوشة على من عهد الخلفاء الراشدون هو مصطلح يشير إلى المسلمين الأوائل الذين تعاقبوا على إمارة المسلمين بعد وفاة الرسول بما عُرف ، وتتمايز عن ، وتتفق الآراء على أن تلك الفترة هي 30 عاما - ، واشتمالها على خلافة كل من ، كانت عاصمتهم إلى ان اتخذ الكوفة عاصمة له |
ويعد عُلماء المذاهب الأربعة لأهل السُنَّة والجماعة دولة الخِلافة الراشدة أعدل دول الخِلافة الإسلاميَّة على الإطلاق وأصحّها تطبيقًا لنهج الإسلام وأكثرها تسامحًا وقسطًا، وأنَّ الخُلفاء الراشدون جميعهم سواسية، لا فضل لأحدٍ منهم على الآخر، وأنَّ ما حصل في عهد عليّ بن أبي طالب إنَّما هو خِلافٌ سياسيّ دُنيوي يقع في أي عهد وأي دولة وعند أي حاكم، وبناءً عليه فإنَّهم يقولون بترك الحكم لله في خِلاف مُعاوية وعليّ، دون المُغالاة في حُب أو كره أحدهما.
6