ولكن التداوي فيه مصالح كثيرة إذا كان بالوجه الشرعي والأدوية المباحة هذا هو الصواب | وجزاء التوكل عند الله سبحانه وتعالى كبير فبها يرفع العبد درجات ويرزقه خير الدنيا والأخوة |
---|---|
فهذا لا يجوز ، ولا يقوله عاقل ، هكذا يلبس الثياب الثقيلة في الشتاء للدفء لأنه يضره البرد ، وهكذا الأسباب الأخرى من إغلاق الباب خوفاً من السراق ، كذلك حمل السلاح عند الحاجة ، كل هذه أسباب مأمور بها لا تنافي التوكل ، والنبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتوكلين في أُحُد حمل السلاح ولبس اللأمة ، وفي بدر كذلك ، وفي أُحُد ظاهر بين درعين أي لبس الدرعين ، ودخل مكة صلى الله عليه وسلم وعليه المغفر ، كل هذه أسباب فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتوكلين عليه الصلاة والسلام" انتهى |
وإنَّ النصر من الله وحجده فليستعينوا به ولا يطلبوا المدد إلا منه فلله جنوده وحكمته وهو نعم الوكيل، فلمَّا وصل كتابه إليهم شدّ من أزرهم وذكرهم ببدر وأيَّامها فحملوا على النصارى حملة رجلٍ واحدٍ حتّى أيدهم الله بالنصر وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
5قصة توكل النبي في حمراء الأسد لماذا خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حمراء الأسد؟ لمَّا كانت خالف بعض المسلمين أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأدى ذلك إلى معمعة عظيمة فأصاب المسلمون أذى عظيمًا من وراء ذلك، وكُسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسًجت ركبتاه وأُصيب كتفه حتّى جرت إشاعة أنّه قتل في أحد، ولما انتهت المعركة وعاد المسلمون إلى المدينة تناهى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبرٌ فحواه أنّ أبا سفيان عازمٌ على استئصال أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومَن معه من الذين بقوا | وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا سورة الطلاق2 |
---|---|
فلو أنَّ العبد حقق التقوى ، وأخذ بالأسبابِ، في كل شأنه، فإن أمور حياته والآخرة تتحقق بسهولةٍ ويُسرٍ له، فكم من عبدٍ فوّض أمره لله كفاه الله ما أهمه | فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أفلا أبشر به الناسَ؟ قال: لا تبشِّرهم فيتَّكلوا |
التوكل والأخذ بالأسباب ذهب عامة الفقهاء ومحققو الصوفية إلى أنَّه لا يتنافى التوكل مع السّعيِّ والأخذ بالأسباب من مطعم، ومشرب، والتحرز من الأعداء، واستخدام ما تقتضيه سنّة الله المعتادة، مع العلم والاعتقاد بأنَّ السنّة وحدها لا يمكن أن تجلب نفعاً ولا أن تدفع ضراً، بل يكون السّبب العلاج، والمسبب الشِّفاء بفعل الله تعالى ومشيئته.
23