تم التأكيد أيضاً من قبل أصحاب العلم أن وصف الأيام مثل قول يوم حار ويوم بارد ويوم خير ويوم شر لا تعتبر سب ولكن هي نوع من أنواع الوصف وتأكيد الكلام واستدل على ذلك من قول الله عز وجل: ولما جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يوم عصيب صدق الله العظيم | الحكم من تحريم سب الدهر : 1 |
---|---|
وهذا للأسف يحصل عند بعض المسلمين، فيسب اليوم الذي حصلت فيه المصيبة الفلانية، أو الساعة التي عرف فيها فلانًا، أو الشهر أو السنة أو الوقت الذي حصل فيه كذا و كذا |
وقال بعض السلف: "كانت العرب في جاهليتها من شأنها ذم الدهر، أي: سبه عند النوازل؛ فكانوا إذا أصابهم شدَّة أو بلاءٌ أو ملامة قالوا: أصابتهم قوارع الدهر، وأبادهم الدهر، وقالوا: يا خيبة الدهر؛ فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه، وإنما فاعل ذلك هو الله.
27الثالثة: أن السب منهم إنما يقع على من فعل هذه الأفعال، التي لو اتبع الحق فيها أهواءهم لفسدت السموات والأرض، وإذا وافقت أهواءهم حمِدوا وأثنوا عليه، وفي حقيقة الأمر: فرَبُّ الدهر هو المعطي المانع، الخافض الرافع، المعز المذل | |
---|---|
حكم سب الدهر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمر خطير يرتكبه كثير من الناس وهو سب الزمان وسب اليوم ولا يعلمون حكم ذلك الفعل | وهذا أحسن ما قيل في تفسيره ، وهو المراد |
وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر : فأجاب قائلا: سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام.
8وهذا يوم فيه كذا وكذا من الأمور ، وليس فيه شيء | إنه يخادع نفسه، ويصبرها على ما فيه شقاؤها، وكان أولى له أن يستبين الطريق، ويعود إلى الحق، ويسير في ركابه مع السائرين المفلحين |
---|---|
الثانية: أن سبه متضمن للشرك، فإنه سبه لظنه أنه يضر وينفع | لا يجوز قول : الزمن غدار وذلك لأن الزمن لا تصريف له للأمور ، وإنما الذي يصرفه ، ويصرف كل الكون ويدبر أمره هو الله وحده لا شريك له ، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر ، لأن هذا السب سيعود في حقيقته إلى الله ، تعالى الله عن ذلك ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم |
ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم الذي حدث فيه الشيء الفلاني مما يكرهه ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟ إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب ، وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن ، فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر.
26