معرفة آثار الرياء وأحكامه الأخروية | ولعلاج العُجب استحضار المرء دائمًا أن الفضل كله لله، فهو الذي وفَّقه للعمل الصالح، وأن القبول بيد الله، فهو الذي يقبل التَّوْبَ ويغفر الذنب، والتوفيق أن يتعلق قلب المؤمن بحول الله وقوته، وأن يتبرأ من حَوْلِ نفسه وقوتها، وهذا معنى: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ قال ابن القيم: "فإن العارفين كلهم مُجمِعون على أن التوفيق ألَّا يَكِلَكَ الله تعالى إلى نفسك، والخِذلان أن يكلك الله تعالى إلى نفسك، فمن أراد الله به خيرًا، فتح له باب الذل والانكسار، ودوام اللجوء إلى الله تعالى، والافتقار إليه، ورؤية عيوب نفسه وجهلها وعدوانها، ومشاهدة فضل ربه وإحسانه، ورحمته وجُوده، وبِرِّه وغِناه وحمده، فالعارف سائرٌ إلى الله تعالى بين هذين الجَناحين، لا يمكنه أن يسير إلا بهما، فمتى فاته واحد منهما، فهو كالطير الذي فقد أحد جناحيه |
---|---|
مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة | وهي منزلة " الإحسان " التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل ، وهي " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " |
قال أبو حامد الغزالي في الإحياء عن علاج الرياء والمجاهدة: "فلا ينفك أحد عن الحاجة إلى هذه المجاهدة، ولكنها تشق أولًا وتخفُّ آخرًا، وفي علاجه مقامان؛ أحدهما: قلعُ عُرُوقِهِ وأصوله التي منها انشعابُهُ، والثاني: دَفْعُ ما يخطر منه في الحال.
والعبادة التي ينبغي إخفاؤها هنا هي ما لا يجب أو يُسنُّ الجهر به كقيام الليل والصدقة وما أشبههما ، وليس المقصود الأذان وصلاة الجماعة وما أشبههما مما لا يُمكن ولا يُشرع إخفاؤه | خامساً: الحرص على إخفاء ما بالعبد مندوحة عن إظهاره من العمل، فيحرص المسلم على أن تكون صلاته النافلة في بيته ما أمكن، ويحرص على إخفاء غير الصلاة من العبادات التي لم يندبه الشرع إلى إظهارها ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة، وكان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه |
---|---|
وقيل : من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله فإن الله يجعله حديثا سيئا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم ولا ثواب له في الآخرة |
ومن أعظم الأحاديث في عقوبة المرائين في الآخرة ما أخبرنا به صلى الله عليه وسلم: أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة نزل إلى أهل القيامة ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية, فأول من يدعو به رجل جمع القرآن، ورجل قتل في سبيل الله، ورجل كثير المال, فيقول الله للقارئ : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب! في المقابل يرى الله تعالي لا يترك أي عمل خير إذا كان خالصاً من دون جزاء و ثواب و لا ينسي أي عمل لأنه العليم بكل شيء و هو قادر علي كل شيء و علي اعطاء الثواب علي كل عمل، فحينئذ لابد له ان يرجح الرضا الالهي والاخلاص له و التعامل معه.
2