الحلف بالله كذب. حكم الحلف الكاذب للاضطرار

وبذلك نتواصى بأن نحفظ أيماننا , يقول الله تعالى: { وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} المائدة 89 ، وقال الله تعالى وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ البقرة 224، أيها المسلمون ومن الملاحظ أن من الأسباب التي أدت إلى انتشار الحلف بغير الله -تعالى-، والاستهانة بهذه القضية الخطيرة عند الناس اليوم أسباب عدة ، ومنها: أولاً: أن عظمة الله -تعالى- في نفوس كثير من المسلمين قد تلاشت، أو قاربت، فأصبح الله -عز وجل- ليس له مهابة في قلوب كثير من المسلمين، فهم يحلفون به في أي ساعة من ساعات الليل والنهار ،سواء كان الأمر يستأهل الحلف ، أو لا يستأهل الحلف، وهذه قضية خطيرة لها ، مساس مباشر بالعقيدة الإسلامية، فإن من أسماء الله -تعالى- أنه العظيم، هذا الاسم العظيم ،الذي جهلته قلوب كثير من المسلمين، فهذا الجهل به ،هو الدافع لانطلاق الحلف على ألسنة الناس الرَّابِعُ مَا ظُنَّ كَذِبُهُ وَالْحَلِفُ عَلَيْهِ مُحَرَّمٌ
حكم الحلف بالمصحف كذبًا قال الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من حلف بالمصحف على عدم فعل شيء معين، ثم حنث فى يمينه وفعل الشيء الذى حلف بعدم فعله؛ فعليه كفارة يمين وقد أجمل اللّه عزّ وجلّ المؤاخذة في سورة البقرة فقال : {لا يؤاخذُكم اللّه باللّغو في أيمانِكم ولكنْ يؤاخذُكم بما كسبتْ قلوبُكم} وفصّلها في سورة المائدة ، فقال : {لا يؤاخذُكم اللّه باللّغو في أيمانِكم ولكن يؤاخذُكم بما عقّدْتُم الأيمانَ ، فكفّارته إطعامُ عشرةِ مساكين}

والبعض يحلف بأن يمتنع عن فعل معروف ،ويستمر على هذا الأمر ،وإذا نصح في ذلك تعلل بأنه حلف أيمانا مغلظة ويخاف عاقبة هذه الأيمان، فمن حلف ألا يصل قريبه أو أخاه المسلم، أو لا يكلمه، أو لا يدخل بيته، ونحو ذلك مما فيه معصية للخالق ،وتقصير في حق مسلم، فلا ينبغي له أن تمنعه يمينه عن فعل البر ،وتحقيق الصلة، بل الذي ينبغي له أن يكفِّر عن يمينه، ويفعل الذي هو خير ،أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: إِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ رواه أبو داود والنسائي.

7
ما حكم الحلف بالله كذبا
متى تجب الكفارة باليمين؟ يقع اليمين إذا كان العبد واعيًا ومدركًا لما يقول وقد عقد النية في قلبه وأقسم على ذلك وفي هذه الحالة يجب عليه تكفير اليمين إذا حنث بقسمه
ما كفارة من حلف بالله كذبًا وهو يعلم الحقيقة؟
،وفيه أيضا : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ وَلاَ بِأُمَّهَاتِكُمْ وَلاَ بِالأَنْدَادِ وَلاَ تَحْلِفُوا إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْلِفُوا بِاللَّهِ إِلاَّ وَأَنْتُمْ صَادِقُونَ » ، ولبيان عظمة الله تعالى ،وعظمة الحلف به سبحانه ،فقد رُوي في المستدرك للحاكم وصححه الذهبي: عن أبي هريرة رضي الله عنه :عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك رجلاه في الأرض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول : سبحانك ما أعظم ربنا ،قال فيرد عليه: ما يعلم ذلك من حلف بي كاذبا أيها المسلمون ومن المصائب التي أصبنا بها في هذا الزمان :تساهل الكثير من الناس بأيمانهم ،وأصبح البعض يحلف بالله في كثير من أحاديثه وأقواله، وفي بيعه وشرائه، وفي كل أمر يَعِدُ به غيره، فتراه يحلف بالله على أتفه الأسباب ،وبلا سبب يقتضيه، ومن الناس من لا يصدق غيره إلا إذا حلف له يمينا مغلظا ،وقد أمرنا الله تعالى أن نحفظ أيماننا تعظيما لاسمه -جل وعلا- ولا نكثر من الحلف إلا عند الحاجة الملِّحة ،فقال الله تعالى: { لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } المائدة 89 ، بل أمرنا تبارك وتعالى أن لا نُطع من يُكثر الحلف فقال تعالى: { وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ } القلم 10 ؛فليست اليمين مجرد كلمة تمر على اللسان، ولكنها عهد وميثاق سيُسأل عنه العبد يوم القيامة
ماهي كفارة الحلف بالله
ولا تظن أن التراجع عن الرأي ليس من شيم الرجال، كلا، فطالما أنك تفعل ما فيه خير وصلاح فلا حرج في هذا التراجع، بل هي الحكمة والرجولة، فأنت لست أفضل من سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم الذي قال: إِنِّي وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ رواه البخاري رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، واليمين الغموس اليمين المنعقد : وهو الحلف علي القيام أو الإمتناع عن أمر ما في المستقبل وفي حالة مخالفة هذا الحلف يوجب الكفارة ولكن إذا صاحب الحلف إن شاء الله ولم يتمكن الوفاء باليمين لا يعد نقض لليمين
في ثلاث: في الإصلاح بين الناس وفي الحرب، يعني: الجهاد وفي حديث الرجل امرأته والمرأة زوجها كفارة الحلف بالله كذبا قال عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من كان حالفًا فليحلف بالله ولكن يحلف بالله صدقًا أما أن يعرض الله سبحانه وتعالى للحلف به كذبًا أو للخروج من المأزق فهذا لا ينبغى أن يكون من المسلم حتى يعظم ربه ويعظم الحلف به

ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.

29
ما حكم الحلف بالله كذبا
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
التوبة من الحلف بالله كذبا
كأن يحلف احد أنه ما فعل كذا, وقد فعل
حكم الحلف بالمصحف ، وكفارة الحنث فيه
وهو كذلك يقول لها: والله إني ما أفعل كذا، والله إني ما أروح لفلان، أو والله ما أكلم فلانة، وإن كان كاذبًا، أو والله ما كلمت فلانًا، أو والله ما كلمت فلانة، حتى يهدئ غضبها وحتى تبقى المودة وحتى لا يقع الطلاق، كل هذه أمور لا بأس بها فيما بين الزوج والزوجة فيما يتعلق بهما خاصة، ولا يتعلق بظلم غيرهما ولا بالكذب على غيرهما