نسأل الله للجميع التوفيق والهداية، ونسأل الله للجميع حسن الختام، ونسأل الله جل وعلا أن يمنحنا وإياكم المزيد من كل خير، وأن يبعدنا وإياكم من مضلات الفتن، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يجعلنا جميعًا من الهداة المهتدين، إنه جل وعلا جواد كريم | أولياء متناصحون، متعاونون على البر والتقوى، متواصون بالحق والصبر عليه، فإذا وجدت من نفسك خللًا في هذا فاعرف أنه نقص في دينك، ونقص في إيمانك |
---|---|
ثم مع هذا الإيمان: حققوا ذلك بالعمل وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، آمَنُوا وَعَمِلُوا فأدوا ما أوجب الله، واجتنبوا ما حرم الله، هكذا المؤمن | ومن الواجب أيضًا العناية بأهل البيت، تعليم أهل البيت، من إخوة وأخوات وبنين وبنات وغيرهم، كل واحد من الطلبة والعلماء: الواجب عليه أن يعتني بأهل بيته، وأن يرشدهم ويعلمهم؛ حتى يستفيدون من علمه وفضله، وأعماله الطيبة |
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
فالوصية مرة أخرى: تقوى الله، والتواصي بالحق، والتناصح والصبر والعمل، وأن يكون كل واحد مثالًا طيبًا، معروفًا بالأخلاق الطيبة، والأعمال الصالحة لزملائه وإخوانه وأهل بيته، والوصية أيضًا للمدرسين والعلماء: أن يتقوا الله وأن يصبروا على تعليم الناس، وأن يحرصوا على تثقيفهم بالأساليب الحسنة، بالتواضع والأسلوب الحسن والصبر والمصابرة في ذلك | الإبن: فهمت الآن، ولكن ما أهمية هذه العلاقة في ظل ما نشهده من تنوِّع وتطوِّر علمي اليوم يا أبي؟ الأب: إنّ العلاقة يا بني بين والعمل لا تنحصر بزمان ولا بمكان، فهي قانون عام يحكم كافة العلوم في شتى مجالات الحياة؛ فالطب، والهندسة، والتعليم، والمهن الحرفية، وغيرها من العلوم على اختلاف أنواعها، إذا لم تقرن بعمل يُخلص به صاحبه ويسخّر فيه ما تعلمّه واكتسبه من معرفة فلا فائدة من وجودها، فالعلم بلا عمل كشجرة بلا ثمار، أو كنهر متجمّد ماؤه لا ينفع ولا يُستفاد منه، والعامل قد يعمل وينتج إلّا أنّ ذلك سيكلفه من الجهد والوقت أضعافاً عّما كان سيكلفه لو أنجز ما أنجزه عن دراية وعلم ومعرفة، لا سيما في ظل ما نشهده اليوم من تطورات علمية متسارعة، تستدعي الإطلاع الدائم على آخر التحديثات والمستجدات حتى لا نبدو معزولين عن العالم بأسره؛ إذ تُسهّل هذه الأدوات والمُخترعات التواصل بين البشر وتلبّي حاجاتهم بيُسر وسهولة |
---|---|
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين | ثم السنة، العناية بالسنة وحفظ ما تيسر منها، مثل بلوغ المرام، وعمدة الأحكام، وغير ذلك، يحرص الطالب على حفظ ما تيسر من السنة، مع العناية بالقرآن الكريم والمذاكرة فيه وتدبر معانيه، ومراجعة كتب التفسير فيما أشكل |
فشهادة أن لا إله إلا الله توجب عليك الإخلاص لله، وتخصيصه بالعبادة أينما كنت، في السر والعلن، في الشدة والرخاء، في جميع الأحوال.
26إنّ ارتباط العلم بالعمل يعود عظيمة يصعب حصرها على الفرد والمجتمع، فبالعلم يُتقن العمل، وفيه يظهر تفوّق الفرد نتيجة لما اكتسبه من معرفة وعلم، فتتحسن حياته الاقتصادية والاجتماعية، وينعكس ذلك على تقدمّ المجتمع ككل، فتُبنى الحضارات، ويزدهر الاقتصاد، وتصبح الدولة أكثر قوة في وجه التحديات التي قد تواجهها | فأنت -يا عبدالله- مخلوق لهذه العبادة، مأمور بأدائها على الوجه المطلوب الذي شرعه الله، ولا سبيل لك إلى ذلك إلا بالله ثم بالتفقه في الدين |
---|---|
الابن: صدقت يا أبي، ولكن ما هي الثمرات المترتبة على الفرد والمجتمع نتيجة لذلك؟ الأب: اعلم بني بأنّ لذلك الكثير من على كليهما؛ فالعمل أساسه العلم كما قلنا، فإذا صلح الأساس صلح البناء وتفوّق العامل بعمله وعُرف بإتقانه له، فكان ذلك سبباً في رضى الله عنه وفي رزقه، وهو ما سينعكس على حياته الاجتماعية والاقتصادية بالتحسٌّن والاستقرار، ولك أن تتخيّل إذا ما أتقن كل عامل في هذا المجتمع عمله، وكيف سيساعد ذلك على نهضة الوطن ومواكبته للتطورات، واندثار الآفات الاجتماعية والاقتصادية التي نعاني منها يا محمد | قرن العلم بالعمل، فحذر نبينا الصادق في أكثر من موضع من أحاديثه الشريفة من خطورة كسر علاقة العلم بالعمل؛ فقال: ورجلٌ تعلَّم العلمَ وقرأ القرآنَ ، فقال ما عملتَ فيها؟ قال: تعلَّمتُ العلمَ وقرأتُ القرآنَ وعلَّمتُه فيك قال: كذبتَ، إنَّما أردتَ أنْ يُقالَ: فلانٌ عالمٌ وفلانٌ قارئٌ، فقد قِيل، فأُمِر به فسُحِب على وجهِه إلى النَّارِ ، وتعتبر هذه العلاقة نافذة في شتى مجالات الحياة وأمورها؛ فالطبيب والمهندس والمعلم والحرفي وغيرهم يتلقون ما يتلقونه من علوم متنوعة تنمي معرفتهم وخبراتهم، وتزيد من اتقانهم لممارسة هذه المهن في المستقبل، فالعلم بحر واسع متجدد إن لم يواكب العامل مستجداته صَعُب عليه عمله وشق، وضاع جهده ووقته في غير فائدة، لا سيما فيما نعيشه اليوم من تطوّر تكنولوجيّ يتطلب منّا الاطّلاع الدائم على آخر ما توصل إليه العلم من وسائل، وما أنتجه من مخترعات تسهل علينا القيام بأعمالنا وإتمامها على أكمل وجه |
فيديو تعريف العمل وأهدافه للتعرف على المزيد من المعلومات حول العمل وأهدافه شاهد الفيديو.